البحث عن مدير
البحث عن مدير
تبدأ القصة بشاب في مقتبل العمر يحاول البحث عن قدوة إدارية يعمل تحت يديه ليتعلم منه أسرار الإدارة ويصبح واحدًا منهم، ويواجه في طريقه العديد من المديرين لكن اختلفت أنواعهم، فمنهم من يصف نفسه بأنه مدير “قاسٍ” وهؤلاء من يقومون بالسيطرة على معظم الأمور داخل الشركة بشكل استبدادي، ذلك الاستبداد يمنحه السيطرة على مقدَّرات الأمور داخل الشركة، وإذا كان بالفعل شخص لديه خبرة ويفهم عمله بشكل جيد فهو يؤدي بالمنظمة إلى تحقيق أرباح ظاهرة، لكن المشكلة في ذلك النوع من المديرين أن من يعمل تحت أيديهم لا يتعلَّمون منهم ولا يعتقدون بكفاءته كذلك، وإنما همهم الأساسي هو عدم خسارة الوظيفة.
كما وجد كذلك العديد من المديرين “الظرفاء” على حد قوله، وهؤلاء يكون اهتمامهم الأساسي الموظفين فيكونون ديمقراطيين معهم ويراعون مشاعر مرؤوسيهم بحيث يجدون الراحة النفسية في عملهم، لكنهم ما تلبث أن تجد شركاتهم تتجه نحو الخسارة، على عكس المديرين القساة، وهذا بالطبع ما لا يعجب الإدارة العليا لأولئك المديرين، لذلك وصف الراوي هؤلاء الأشخاص بأنهم “نصف مديرين”، فإما أنهم يهتمون بالموظفين أو يولون الأهمية للإنتاج والربح، ولا يركزون على كل العوامل في العملية الإدارية، لذلك بدأ البحث عن المدير الذي يحاول الجمع بين المستهدفين، ورضا الموظفين، وزيادة إنتاج الشركة والمحافظة عليها، وكذلك استفادة الموظفين من أولئك المديرين، وظل يبحث إلى أن وجد مديرًا في إحدى المدن المجاورة له يتعامل بأسلوب جديد ورائع وله نتائج طيبة على الشركة والموظفين، فذهب إليه ليحاول أن يستكشف أسرار طريقته.
بدأ الشاب بطرح الأسئلة تلو الأخرى، يحاول من خلال ذلك اكتشاف الطريقة التي يدير بها هذا الشخص عمله، إلا أنه يجد أن الإجابات لا تفي بالمطلوب، وعلى الرغم من توضيح المدير له بعض الأهداف والطرق التي يتبعها، فإن الشاب يقف حائرًا متعجبًا من إجابات المدير، فتارةً يقول له المدير إنه يهتم بالموظفين وبنتائج العمل؛ فبرأيه الاثنان متلازمان لا انفكاك لهما، وتارة أخرى يتحدث عن كونه ليس بالمدير المتعاون، وكما أنه لا يهتم بالأهداف على حساب الموظفين، ولا بالكم على الكيف، وإنما هو يبحث عن الكفاءة التي تحمل معنيَي الكم والكيف، وبذلك فهو ليس من المديرين سابقي الذكر؛ سواء الاستبدادي أو الظريف، وإنما هو مدير الدقيقة الواحدة.
الفكرة من كتاب مدير الدقيقة الواحدة
يحاول المؤلفان عن طريق الفن القصصي أن يتحدثا عن نظام إدارة بطريقة جديدة يستهدف من خلالها راحة ورضا كل أفراد العمل من موظفين ومديرين، بالإضافة إلى الحفاظ على مستوى إنتاجية مرتفع بما يرضي جميع الأطراف، وذلك مما تعلماه من العلوم السلوكية.
مؤلف كتاب مدير الدقيقة الواحدة
كين بلانشارد: هو كاتب وخبير إدارة شارك في تأليف أكثر من 30 كتابًا آخر من أكثر الكتب مبيعًا، من ضمنها “مشجعون يهذون: مقاربة تطورية لخدمة الزبناء” (1993)، و”القيادة ومدير الدقيقة الواحدة: تضخيم الفعالية من خلال القيادة الظرفية” (1985).
سبنسر جونسون: معروف بسلسلة حكايات قيمة للأطفال، وكتابه التحفيزي الذي صدر عام 1998 “من الذي حرَّك قطعة الجبن الخاصة بي؟” الذي دخل قائمة نيويورك تايمز لأكثر الكتب مبيعًا.