البحث عن السعادة
البحث عن السعادة
يساعد تحلِّي المرء بالنظرة الإيجابية للحياة، ومحاولة الاستمتاع بها، على تخطي مراحل الحزن والإحباط، فمن أين أتت فكرة أن الحياة المستقرة الخالية من الصعاب، تجعل أصحابها سعداء؟ بل الأمر على العكس من ذلك، فالذي تعوَّد دائمًا النحيب، سيواصله ولو نام على الحرير، وأيضًا فكرة الإنسان عن السعادة خاطئة، فالإنسان يعتقد أن سعادته تكمن في امتلاك المزيد من الدنيا، والمزيد من المال، والمزيد من المناصب، في حين أن المرء باستطاعته أن يكون سعيدًا رغم ما يمتلكه من أشياء متواضعة، وأموال محدودة.
وكلمة السعادة في حد ذاتها لها أبعاد كثيرة في معانيها، ولذا من الضروري التفريق بين السرور والسعادة، فالسرور يريح النفس لوقت محدد، لكن السعادة تمثل فرحًا دائمًا، وحتى السرور لا يتساوى من شخص إلى آخر حتى ولو تعرَّضا لنفس الظروف، لكن السعادة الحقيقية تكمن في حب الله تعالى. يقول الكاتب: “لا يوجد إنسان تعيس، ولكن توجد أفكار تسبب الشعور بالتعاسة، إن لم تكن سعيدًا داخليًّا لن تكون سعيدًا خارجيًّا وإن لم تكن كما أنت الآن لن تكون سعيدًا عندما تصبح ما تريد، وإن لم تكن سعيدًا بحياتك الآن لن تكون سعيدًا بأي حياة”.
وقد يظن البعض أن الشعور بالسعادة نتاج طبيعي لتحقيق النجاح، لكن الواقع أن النجاح هو نتيجة الشعور بالسعادة، فكم مرة انتظر المرء حدوث شيء ما اعتقادًا منه أنه سيجلب معه السعادة، وعندما تحقَّق لم يحظَ بالسعادة المنشودة، أفلم يحِن الوقت للتحرُّر من هذه المعتقدات والمشاعر السلبية! ومن الأسباب الرئيسة للتعاسة هي البعد عن الله، فالبعد عنه يعطي شعورًا بعدم الاطمئنان، والملل، وتأنيب الضمير، لذا من الضروري أن يراجع المرء علاقته مع الله من حين إلى آخر، ويحاسب نفسه لو كان هناك تقصير، وأيضًا ضعف القيم عند الإنسان يكون سببًا في تعاسته، فالقيم هي فلسفة الإنسان في حياته، والقيم القوية الأصيلة تولِّد حماسًا مشتعلًا، والعكس صحيح، وأيضًا نقص تلبية احتياجات المرء تولِّد لديه شعورًا بعدم الأمان، ومن ثم التعاسة، كاحتياج الإنسان إلى الانتماء، وتبادل الحب، والاستمتاع.
الفكرة من كتاب حياة بلا توتر
من منا لا يعاني في حياته التوتر أو القلق ويبحث عن السعادة والاطمئنان؟! من منا لا يرغب في الطمأنينة والراحة في حياته؟! إن الحياة لا تكاد تخلو من منغِّصات تؤرِّق الإنسان، وقد يفقد البعض قواه ويرفع الراية البيضاء للتوتر ويقع فريسة لهذا الشعور الذي لا يرحم، وهناك آخرون يتحدون المواقف ويسلكون طريقًا يلتمسون فيه القوة لمواجهة صعوبات الحياة.
الدكتور إبراهيم الفقي يعد من الخبراء القلائل الذين أجادوا تشخيص مشكلات التوتر ووضع الحلول للتخلص منها في أقرب وقت، دون أن يكون لها أي تأثير سواء أكان نفسيًّا أم جسديًّا، ومن خلال هذا الكتاب يعرف الفقي التوتُّر وأعراضه الجسدية والنفسية، وكيف يمكن تجنُّبه، وما المعنى الحقيقي للسعادة وكيفية الوصول إليها؟
مؤلف كتاب حياة بلا توتر
إبراهيم الفقي: خبير التنمية البشرية، والبرمجة اللغوية العصبية، ورئيس مجلس إدارة المركز الكندي للتنمية البشرية، واضع نظرية ديناميكية التكيُّف العصبي، ونظرية قوة الطاقة البشرية، وله العديد من المؤلفات، منها:
سحر القيادة.
إدارة الوقت.
العمل الجماعي.
قوة الذكاء الروحي.
المفاتيح العشرة للنجاح.