البحث عن الحقيقة
البحث عن الحقيقة
يوضح غاندي أن أدوات البحث عن الحقيقة بسيطة بقدر صعوبتها، فقد تكون عسيرة جدًّا على الشخص المتمرد، ويسيرة للطفل البريء، ومتلمِّس الحقيقة ينبغي أن يكون متواضعًا، وتؤيد المسيحية والإسلام هذا الكلام.
أما الكاتب فيقول إن هذا الكلام يظهر بوضوح جدًّا في قصة إبليس وآدم، فقد عمي إبليس عن الحقيقة بسبب تكبُّره أن يسجد لآدم، ووصل آدم إلى الحقيقة بسبب تواضعه وتوبته فور خطئه، وأيضًا يظهر ذلك في وصف الله لعباده الرحماء الذين يمشون على الأرض هونًا، وإذا آذاهم جاهل لا يأخذهم الكبر للرد عليه دفاعًا عن أنفسهم.
ويذكر غاندي أنه في يوم ما كانت ستقوده صداقته إلى الهلاك والخيانة، حيث قاده صديقه إلى بيت من بيوت الدعارة، وقام بتجهيز كل شيء حتى أصبح على سرير المرأة، ولكن حماه الله وأصابه بالعمى والصمم في مركز الرذيلة، وأصبح لسانه معقودًا، فملّت المرأة منه وطردته، وعلى الرغم من شعوره بالخجل، فقد أصبح يشكر الله على لطفه وعنايته الخفية، حيث إن هناك أعمالًا يكون الهروب منها نعمة سماوية على الهارب والمحيطين به.
فما أقرب كلام غاندي من قصة سيدنا يوسف وإنقاذه من الوقوع في الرذيلة، ويأتي هنا معنى الدعاء “اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين فأهلك”.
الفكرة من كتاب رحلتي مع غاندي
كل إنسان منَّا لديه عيوب، ولكن الفارق بين شخص وآخر هو الحرص على تقليص هذه العيوب في أثناء رحلة الدنيا، مع اليقين بأن الكمال لله، وأن الهدف ليس الوصول إلى الكمال، بل الهدف هو السعي المستمر للوصول إلى أقرب درجة منه.
فالجميع في النهاية لديهم نفس الهموم والضعف البشري، ومن هؤلاء البشر كان غاندي؛ رجل قضى عمره في البحث عن الحقيقة ومحاولة الوصول إلى السلام الداخلي، ومقاربة مبادئه وأهدافه بتعاليم رسول الله ﷺ التي يتبعها المسلمون، واتبعها غاندي ولم يكن مسلمًا.
يتضمن الكتاب خواطر من جوانب حياة غاندي الإنسان وليس السياسي، ورحلته في البحث عن الحقيقة وتقويم نفسه ومعالجة ضعفه الإنساني.
مؤلف كتاب رحلتي مع غاندي
أحمد مازن الشقيري: إعلامي وكاتب سعودي، بدأ بتقديم برامج فكرية كالسلسلة التليفزيونية “خواطر”، وهو منتج تليفزيوني، وكان ممن شاركوا في الدفاع عن النبي محمد ﷺ بنشره فيديو على الإنترنت باللغة الإنجليزية ردًّا على الفيلم المسيء إليه، ولديه العديد من الكتب منها: يلا شباب، ورحلة مع حمزة يوسف، وولو كان بيننا.