البحث عن الانتماء
البحث عن الانتماء
قد يشعر المراهق بأنه ينتمي إلى جيل مختلف عن جيل أبويه، وهذا الشعور عميق جدًّا لديه، وهو قد لا يدرك ذلك لكنه يعبر عنه بأساليب مختلفة، منها التلميح بأن أباه وأمه تقليديان ومحافظان زيادة عن اللزوم، وحين يشعر بذلك، فإن هذا لا يعني أنه لا يقدرِّهما ولا يكنُّ لهما الحب، بل يعذرهما في كثير من المواقف، لكن هذا الشعور يدفعه إلى البحث عن أصدقاء يشعر أنهم يشاركونه رؤيته للحياة ومشاعره حول أحداثها.
وقد يحس المراهق حين يلتقي بأصدقائه بأنه يجالس من يفهمه حق الفَهم، ومن يعاني جنسَ ما يعانيه، ولهذا يكون معه على طبيعته، ويكشف له أسراره الشخصية، وقد يحاول المراهقون اصطناع المناسبات للقاء بعضهم بعضًا، ولا يكاد ينتهي لقاء حتى يتم الترتيب لآخر، وتتطور هذه اللقاءات وتصبح محفوفة بالمخاطر، وعادةً يدافع الواحد منهم عن أصدقائه في كل الأحوال، وإذا أخطأ المراهق وجد في أصدقائه من يعذره ويهوِّن منه، وهذه المناصرة جزء من مساعدتهم لاستمرار لقاءاتهم.
ويوضح المؤلف أنه قد يكون بين كثير من المراهقين إعجاب متبادل، وهذا الإعجاب كثيرًا ما يكون بريئًا، ولكنه يقوِّى الرابطة بينهم، وهو على ما فيه من براءة يسبِّب بعض الآلام النفسية للمراهق، ولا سيما حين يشعر المراهق بأن من تعلق به قد أعرض عنه.
الفكرة من كتاب المراهق
يمرُّ الفرد منا بعدة مراحل في حياته من النواحي النفسية والجسدية، ولكل مرحلة خصائصها وصفاتها، ولقد أودعها الله في نفس الإنسان بحيث ينسجم معها في تلك المرحلة، وفسَّر ووضّح الرسول صلى الله عليه وسلم الكثير من معالم تلك المراحل، وترك لنا الكثير من التعليمات عن كيفية التعامل مع الإنسان في مختلف مراحله.
وفي هذا الكتاب، يتناول الدكتور عبد الكريم بكَّار الكثيرَ من الضغوط النفسية للأسرة بسبب ما تعانيه مع المراهق، وكيفية فهمه وتوجيهه التوجيه الصحيح.
مؤلف كتاب المراهق
عبد الكريم بن محمد الحسن بكَّار؛ كاتب سوري وأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود.
يعدُّ أحد المؤلفين البارزين في مجالات التربية والفكر الإسلامي، حصل على البكالوريوس من كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر الشريف بالقاهرة، وعلى الماجستير والدكتوراه من الكلية نفسها.
ألَّف العديد من الكتب، منها: “تكوين المفكر”، و”طفل يقرأ”، و”القراءة المثمرة”.