البترول والنقلة الاقتصادية العربية
البترول والنقلة الاقتصادية العربية
يتعلق مصير الشعوب بالحروب وما تخلفه وراءها، كذلك يتعلق باكتشاف ثروات البلاد تمامًا كما حدث مع المنطقة العربية التي لولا اكتشاف النفط بها لما انتقلت هذه النقلة الحضارية والاقتصادية الضخمة، في البداية كانت أول بئر حفرت لإنتاج البترول عام 1859 في ولاية بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأمريكية، وظلت مدة خمس عشرة عامًا أمريكا هي التي تسيطر على الإنتاج العالمي للبترول بنسبة كبيرة جدًّا تمثل 95%، بعدها تزايد إنتاج روسيا، وظهر بعد ذلك البترول في الشرق الأوسط في إيران عام 1908 بعدها ظهر في العراق والبحرين ثم السعودية والكويت وقطر والجزائر ثم ليبيا وأبوظبي وأخيرًا في عمان ودبي.
أما مصر فقد ظهر فيها البترول لأول مرة قبل كل هؤلاء في الربع الأخير من القرن الثامن عشر بالصدفة في أثناء محاولة واحدة من الشركات في البحر الأحمر البحث عن الكبريت، وعثرت بالصدفة على رشح للمواد البترولية، وكانت الوسائل المتاحة وقت ذلك لا تساعد فتوقف الحفر فترة، كان هذا أول ظهوره ولكن الكميات التي خرجت كانت قليلة على أن يتاجر بها، ولكن هذا أدى إلى لفت أنظار العالم صوب مصر إلى احتمالية وجود آخر للبترول فيها، مما أدى إلى زيادة الأطماع فيها، ولكن مع تطور الوسائل وأجهزة الحفر أصبحت مصر من الدول المنتجة للبترول.
أما عن النقلة الحضارية والاقتصادية التي سبَّبها البترول فكانت بعد الحرب العالمية الثانية، حيث بدأت الدول تعيد بناء ما دمرته الحرب، وتدافعت كبرى الشركات العالمية المسيطرة على إنتاج البترول إلى استغلال الفرص وزيادة نشاطاتها في بلدان الخليج، لكن بسبب دعم الولايات المتحدة الأمريكية لإسرائيل في حربها ضد مصر في أكتوبر 1973 توقَّفت الدول العربية المنتجة له عن تزويدهم وتخفيض إنتاجهم بنسبة كبيرة، مما اضطرهم إلى الشراء بأضعاف أضعاف السعر، وأدى هذا إلى زيادة الدخل الاقتصادي لهذه الدول بعد ذلك.
الفكرة من كتاب الذين غيَّروا القرن العشرين
شهد القرن العشرين كثيرًا من الأحداث الفارقة والتغيرات الجذرية والتطورات على كل المستويات العالمية من اقتصادية وسياسية ومعرفية وغيرها على مر التاريخ ما لم يشهده غيره من القرون الأخرى، يطل هذا الكتاب على أبرز هذه الأحداث ويعرض بإطلالة بانورامية أهم الشخصيات فيه في كل المجالات من الذين تركوا بصمة لا تنُسى،كما يذكر أبرز الاختراعات الفارقة التي أحدثت طفرة خلال الأعوام المائة الماضية، بأسلوب سهل وسلس وشائق يلائم كل الفئات ويمدهم بالمعلومات عن أبرز ما حدث في هذا القرن ونماذج من سير شخصياته المؤثرة.
مؤلف كتاب الذين غيَّروا القرن العشرين
صلاح منتصر: كاتب وصحفي مصري بجريدة الأهرام، له عمود يومي شهير فيها بعنوان “مجرد رأي” تخرَّج في كلية الحقوق وعمل بجريدة الأهرام أيام محمد حسنين هيكل، وترقَّى في المناصب حتى أصبح من أشهر كتاب الأهرام وقتها،كما كان عضوًا بمجلس الشورى ورئيس مجلس إدارة المركز الإعلامي العربي، وتحرير مجلة أكتوبر، ورئيس مجلس الإدارة بدار المعارف للطباعة والنشر.
من مؤلفاته:
الشعب يجلس على العرش.
رحلاتي من الشرق إلى الغرب.
الصعود والسقوط من المنصة إلى المحكمة.
من عرابي إلى عبد الناصر قراءة جديدة للتاريخ.