الباقيات الصالحات
الباقيات الصالحات
لمّا ذهَبَت للحج واكتشفت في طريقها أنه ما من سبيل لسُقيا الماء بين مكة والعِراق، قررت حفر قنوات مائية بين الدولتين من مالِها الخاص.. من هي؟ وما قصة الباقيات الصالحات؟
إنها زُبيدة زوجة الخليفة هارون الرشيد، التي قررت شراء أراضي النُّعمان الواقعة شرق مكّة لتحفر قنوات مائية بلغ عمقها أربعين مترًا تحت الأرض.. فتكون لها من بعدها باقيات صالِحات، وعندما قال لها الموكَل بإدراة هذا المشروع إن التكاليف باهظة، أجابته: “اعمـل.. ولو كَلفتك كل ضربة فأس دينـار ذَهَـب!”
إن الباقيات الصالحات كُلها راجعة إلى شيء واحِد، هو الأعمال التي تُرضي الله، وهي باقية لصاحِبها في آخرته، غير فانية أو زائِلة كزينة هذه الحياة الدنيا.
وهذا بالضبط ما فعلته زُبيدة، فقد سأل سعد بن عُبادة (رضي الله عنه) رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “أي الصدقات أفضل؟ فقال: سَقيُ الماء”.
ومن الباقيات الصالحات أيضًا: كفالة اليتيم، فيُروى عن أحد الدّعاة أنه رأى مرتين في ما يرى النائِم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول له: أخبر فلان بن فلان بأنه صاحبي في الجنّة!
وما كان سِر فُلان هذا مع الله إلا أنه منذ وفاة أحد جيرانه الذي خلف بعده خمسة أيتام صغار.. وبعد أن سمع ذات يوم أُمهم تبكي مخافة العَوز والحاجة، عاهَد الله من وقتها أن يقسم بينه وبينهم راتبه بالنصف دون أن يعلموا من مرسِل المال، ودون أن يُخبر آل بيته، حتى يكون فعله خالصًا لوجه الله الكريم، فكان الجزاء: البُشرى بجوارِ رسول الله في الجنة!
الفكرة من كتاب زاد: أغنياء الجنة
“الفقـر.. زاد المُتقرِّب لربه، أما المال.. فهو أصل شرور العالم!”.. لعلك تتعجب للوهلةِ الأولى من هذه الجُملة، ولكن الحال أن هَذا هو الواقِع المعيش حاليًّا، فقد أصبح الفقـر وتمنيه وسيلة للتقرُّب إلى الله، فيأتي الكاتِب ليضرِب بهذا الاعتقاد الذي توارثناه واعتدنا ترديده عَرض الحائِط؛ مُستدرِجًا إياك في رحلةٍ يَمنحك فيها مُعادلة قُرآنية دقيقة لتحقيق الثراء.
ولا يكتفي الكاتِب بهذا، فتجده يدلك أيضًا على الأسباب التي إن أخذت بها تسوق الرِزق إليك، والمعوقات التي قد تمنعه عنك حتى وإن أخذت بكل أسبابه.
وفي النهاية يمنحك وميضًا من النور، وشُعلة من الأمل، لتمضي بها في طريق التعلُّم والتميز أيًّا كان سنك وحالك.
مؤلف كتاب زاد: أغنياء الجنة
إسلام جمال: كاتِبٌ، ورائد أعمال، ومُهندِسٌ مصري، تخرج في كلية الهندسة قسم الهندسة البحرية وعِمارة السفُن في جامعة الإسكندرية، وحَصل على ماجستير الهندسة البحرية من جامعة اللويدز في إنجلترا، وهو أيضًا واحِدٌ من أكبر رجال الأسواق المالية في الولايات المُتحدة التي تُعرف باسم: (وول ستريت- wall street)، ومُستثمر في أكبر الشركات مثل: جوجل، مايكروسوفت، آبل، وغيرها.
ومن أبرز كُتُبِه:
فاتتني صلاة.
لَكَنُود.