الانهزام لثقافة الغير
الانهزام لثقافة الغير
تسعى جميع الدول إلى الحفاظ على ثقافاتها وعدم التلاعب بهويتها، وذلك لأن الحفاظ على الخصوصية الثقافية له دور كبير في حفظ الدول وحفظ انتماء مواطنيها، وعدم التبعية لثقافات أُخرى، والكثير من المنهزمين أمام الثقافة الغربية لا يُعلقون أبدًا حول السياسات التي تأخذها تلك الدول لحفظ ثقافتها، ولكن في بلادنا العربية تسعى الأطراف المتعددة إلى نزع الهوية الثقافية، وخصوصًا فيما يخص المرأة، فتسعى تلك الجهات إلى تغيير مجال المرأة بما يتفق مع الرؤية الغربية لا بما يُناسب الرؤية الإسلامية، والتي تصل في بعض الأحيان إلى الإحالة بين المرأة وحقوقها التي ضمنها الإسلام لها.
فمثلًا نجد الاحتفاء الشديد بالفتيات اللاتي كسرن الطوق الاجتماعي، بينما لا نرى هذا الاحتفاء لبعض الفتيات اللاتي حققن درجات علمية دقيقة، فمثلًا نسمع عن المرأة التي شاركت في الألعاب الأولمبية، وينتشر خبرها، وفي الجهة المُقابلة يمر إنجاز أُخرى في نظر المُنهزمين أمر عادي طالما لا يؤثر في تحول المرأة العربية إلى النموذج الغربي.
كذلك في الأمور والقضايا التي تخص المرأة تعلو أصوات هذا التيار لتحقيق الهيئة لمفهوم التحرر بالمعنى الغربي، فترتفع الأصوات في الحديث عن لباس المرأة، لكن لا نجد تلك الأصوات بهذا العلو في الحديث عن العاملات الكادحات، أو الأمهات الفقيرات، وغيرها من الصور التي لا تحظى بهذا الاهتمام، إضافة إلى موقف السخرية والاستهزاء من كل فرد يدعو إلى المحافظة على الثقافة المجتمعية والاستمساك بالهوية الإسلامية، فهل حقًّا تسعى النسويات إلى رد الحقوق إلى المرأة؟ أم مساواتها مع نموذج المرأة الغربي؟
الفكرة من كتاب الحريم العلماني.. الليبرالي!
يمتلئ عالمنا بالأفكار التي تحاول تفسير الظواهر والأحداث، وكذلك الأفكار التي تكون نتيجة إجابة تساؤلات تردد على الفرد بين الحين والآخر، ومن تلك الأفكار والتساؤلات ما تخطه المرأة في حديثها عن ذاتها، وفي تحليلها وتأملها عما يدور من القضايا والأفكار التي تخص حياتها، لهذا جاءت كاتبتنا بتأمُّل وبحث طويل يُعبِر عن بعض التفسيرات لبعض التساؤلات، ومنها: هل المطروح فيما يخص قضايا المرأة في الوسط الفكري هو الأقرب للحقيقة؟ وهل هناك فجوة بين التنظير والتطبيق؟ وهل تُختصر النساء جميعًا في نموذج نسوي واحد؟ وغيرها من الأسئلة التي تكشف لنا حقيقة الأمر، لنضع كل شيء في مكانه الصحيح من غير تسفيه أو مُبالغة.
مؤلف كتاب الحريم العلماني.. الليبرالي!
ملاك بنت إبراهيم الجهني: كاتبة سعودية الجنسية، حاصلة على البكالوريوس في الشريعة الإسلامية، وعلى الماجستير في الثقافة الإسلامية، تعمل باحثة في مجال دراسات المرأة، وهي عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
من مؤلفاتها: “قضايا المرأة في الخطاب النِّسوي المعاصر: الحجاب أنموذجًا”، و”الحريم العلماني.. الليبرالي! مقالات وقراءات فكرية”.