الانقلاب على المسيحية
الانقلاب على المسيحية
استفاد اليهود من موجة الإلحاد والتشكيك في الديانات، فاندفعوا للتشكيك في كل ما هو مسيحي أو إسلامي بطبيعة الحال، وبدأوا بزعم أن المسيحية ليست دينًا سماويًّا بل مجرد فرع منبثق من اليهودية، والمسيح ما هو إلا مجتهد يهودي متطرف أو ضال، فلم يعد يكفي أن تكون مسيحيًّا متعاطفًا بل ينبغي عليك أن تؤمن أن جذورك يهودية.
فهم يروجون أن للمسيح أخًا يدعى جيمس وهو يهودي وبسبب ثقافته العميقة صار مرجعًا للمسيح نفسه في تقديم الحلول للمجتمع اليهودي الذي أرسل فيه المسيح، فالأرض قبل قدوم المسيح كانت يهودية إلا من بعض الوثنيين المهمشين، وغياب جيمس عن الصورة إنما هو بسبب الاضطهاد المسيحي له ليهوديته.
كذلك الحال مع يهوذا الذي أعيد تصديره على أنه رجل ذو قضية فهو لم “يخن” المسيح بل “سلَّمه” للكاهن الأعظم ليقومه، لأن المسيح لم يكن مؤهلًا لمواجهة تقلبات الحياة، بينما يذهب آخرون لاتهام الكنيسة باختراع قصة خيانة يهوذا أو تضخيم تفاصيلها على نحو متعمد لتصوير اليهود أنهم خونة.
ولتصبح محاولات تبني المسيحية تمهيدًا لإلغائها، وبعد أن تحقق هدفهم في جعل المثقف المسيحي أو العلماني يشعر بأهمية العودة للتوراة لمعرفة جذوره الدينية بدأت في إسرائيل حملة ضد الإنجيل فمنعت قراءته تمامًا، ومن يعثر على نصوص مسيحية معه فإنه يعرض للسجن، وتأتي بعد ذلك الهجمات على البابا نفسه واتهامه بالسكوت على الهولوكوست.
الفكرة من كتاب تهويد المعرفة
في مطلع القرن الثامن عشر بدأت صورة اليهودي في الأدب والواقع الإنجليزي تتغير تمامًا عن صورة اليهودي الجشع والمستغل إلى اليهودي الإنسان المعين والطيب الذي يمكن أن يساهم في حل المشكلات الاقتصادية بثروته!
يبين لنا ممدوح عدوان من خلال دراسته كيف عمل اليهود على إعادة صياغة التاريخ بغرض طمس تاريخ فلسطين وتصويرها أرضًا خالية إلا من اليهود على مر العصور، وقد قدموا أطروحاتهم في المؤسسات الأكاديمية لتكون ضاغطة على المجتمع العلمي، في جزء من مشروع يهودي يعمل على العقل الأوروبي، ليكون بهذا استعمارهم للعقل والفكر لا للأرض وحسب، متحدثًا أيضًا عن نفوذ اليهود على الديانة المسيحية واعتبارها امتدادًا لليهودية، وسعيهم للتغلب على الكراهية تجاههم بقتلهم المسيح، حتى إنهم استصدروا فتوى بتبرئتهم من دم المسيح من البابا نفسه.
مؤلف كتاب تهويد المعرفة
ممدوح عدوان (1941- 2004): كاتب وشاعر ومسرحي سوري.
تخرج في قسم اللغة الإنجليزية في كلية الآداب جامعة دمشق، وعمل في الصحافة وفي التدريس بالمعهد العالي للفنون، وله العديد من المجموعات الشعرية والمسرحيات والمسلسلات التلفزيونية والكتب، إضافةً إلى العديد من الترجمات.
من أهم كتبه ومؤلفاته:
حيونة الإنسان.
هواجس الشعر.
هملت يستيقظ متأخرًا.
المتنبي في ضوء الدراما.
محاكمة الرجل الذي لم يحارب.