الانفتاح والانطواء
الانفتاح والانطواء
هناك طريقتان يستخدمهما الأشخاص ذوو الحساسية المفرطة في تقديم الرعاية لأجسادهم ويفشلون في ذلك! لأنهم إمَّا يدفعون أنفسهم نحو الانفتاح الزائد ويُعرِّضون ذواتهم للإثارة المفرطة والاستكشاف ورُبما المخاطرة، أو يجعلون أنفسهم في حالة انطواء زائد ويبالغون في حماية ذواتهم حتى لو كانوا يتوقون إلى الانخراط وسط العالم الخارجي.
فربما يشعر الشخص الذي يعاني من الحساسية المفرطة بالتهميش لأنه يرى نفسه ضعيفًا ومختلفًا وليس لديه القدرة على الانخراط والنجاح في العالم الخارجي، أو رُبما يصف نفسه بأنه مليء بالعيوب.
صحيح! رُبما لا يمكنه الانخراط مع العالم بنفس الطريقة التي ينخرط بها باقي الأشخاص، ولكن هناك الكثير من ذوي الحساسية المفرطة قد نجحوا بطريقتهم من خلال القيام بأمر مفيد وممتع مع توافر وقت طويل للبقاء في المنزل والاستمتاع بحياتهم الداخلية المستقرة.
ويُعد الانفتاح الزائد سلبيًّا بنفس القدر، حيث إن هناك أسبابًا تجعل الأشخاص ذوي الحساسية المفرطة يضعون أجسادهم تحت الضغط مثل حدسهم القوي الذي يمنحهم تدفقًا للأفكار الإبداعية، وهم بالتأكيد في حاجة إلى التعبير عن كل هذه الأفكار.
ومقدار الانفتاح على العالم أو تجنُّبه يختلف من شخص إلى آخر، بل ويتغير مع مرور الوقت حتى يصبح من الصعب أحيانًا خلق عملية توازن بين الأمرين، والأشخاص ذوو الحساسية المفرطة دائمًا ما يفضِّلون الآخرين على أنفسهم، أو على الأقل لا يمنحون أنفسهم وقتًا أكبر للراحة أو لتعلُّم مهارات جديدة على الرغم من حاجة أنفسهم إلى المزيد من الوقت.
واعلم أنك إذا كنتَ شديد الانطواء فإن العالم يحتاج سمات شخصيتك المميزة، ولو كنتَ شديد الانفتاح فسوف تقوم بمهاراتك بشكلٍ أفضل إذا حصلتَ على قدر من الاسترخاء والراحة، فكن في حالة تناغم مع جسدك لأن سمة الحساسية هي هبة عظيمة تقبُّلك لها سيساعدك أن تكونَ أفضل!
الفكرة من كتاب الشخص مفرط الحساسية
إننا وفي مختلف أعمارنا نواجه أشخاصًا من ذوي الحساسية المُفرطة، وقد نجهل كيفية التعامل معهم، لا سيما إذا كانوا أقرب الناس إلينا، لذا كان من الضروري شرح سمات هذه الشخصية بما فيها من عيوب ومميزات، حتى يسهل علينا أن نتعامل مع أصحاب هذه الشخصية باللين والرفق بدلًا من إلقاء اللوم عليهم بشكل مستمر، لأننا لا نملك الوعي التام بأفكارهم وطريقة تصرفاتهم، إذ إن هذا الكتاب حقًّا يُعدُّ كنزًا ثريًّا مليئًا بالتفاصيل التي تخصُّ الشخصيات ذات الحساسية المُفرطة.
مؤلف كتاب الشخص مفرط الحساسية
الدكتورة إلين إن أرون: عالمة نفس أمريكية، وهي كاتبة غير روائية وُلدت عام 1944، وألفت الكثير من المؤلفات حول الشخصيات التي تعاني الحساسية المُفرطة، ومن مؤلفاتها:
الشخص مفرط الحساسية في الحُب.
الوالد مفرط الحساسية.
العلاج النفسي للشخص مفرط الحساسية.
الذات المُقيَّمة بأقل من قيمتها.