الانغماس في النفس
الانغماس في النفس
يتعلَّق هذا المركز العاطفي بإحساس الإنسان بنفسه ومدى قدرته في التواصل مع ذاته متقاطعًا مع أعراض صحية ومظاهر مرضية معينة تتعلق بكميات إفراز الأدرينالين في الجسم ووظائف البنكرياس والجهاز الهضمي والسكر والإدمان والسمنة.
وتنشأ معظم هذه الأمراض والأعراض أو جزء منها على خلفية خلل ما يحدث في هذا المركز العاطفي، وتكون غالبًا عند العاجزين عن إيجاد طريقة مثلى للتواصل مع ذواتهم ومع الآخرين، كأمثال المنخرطين في تلبية حاجات غيرهم على حساب حاجاتهم؛ أو الذين يعلِّقون قيمة ذواتهم بما يمتلكون من ماديات وسبل للترفيه لا بما يمتلكون من مواهب ومهارات؛ أو حتى أولئك الذين تخلَّوا عن قيم أنفسهم وذواتهم متحوِّلين مع الزمن إلى مجرد ملاجئ عبور.
فهذه الحالة من التضحية المبالغ فيها ومد جسور التواصل غير المحسوب تعود على الصحة بشكل سلبي عام، حيث يؤكد كثير من الدراسات على أن فقدان الإنسان لحس التواصل العميق مع ذاته يعتبر سببًا من أسباب السمنة، إضافةً إلى حقيقة أن العائلات التي تكثر فيها النزاعات والمشاكل أفرادها معرضون لأمراض المعدة والأمعاء أكثر من غيرهم، إلى جانب ما تسبِّبه حالات العجز والخوف والتوتر من مشاكل هضمية عديدة، حتى أن أمراض فقدان الشهية لها علاقة مباشرة بمشاعر كره النفس والغربة عن الذات.
وأمام اختبار كهذا لن نتمكَّن من تحقيق خطوات متقدمة في رحلة التعافي والعلاج إلا باجتثاث أنماط التفكير السيئة حيال أنفسنا وأجسادنا، ودعم احترام لذواتنا وتقديرها، وضخِّ الأفكار والثوابت الإيجابية التي تعمِّق علاقتنا بذواتنا على قاعدة من الحب والاحترام، والرفع من حسدنا الحكيم في التعامل مع طرق وأساليب الدعم والرعاية التي نمدُّ الآخرين بها بنفس الحجم والمقدار الذي نتغذَّى به منها.
الفكرة من كتاب كلٌّ على ما يرام
هل فكَّرت في يوم من الأيام في العلاقة التي تربط بين الصحة البدنية والسلامة الروحية؟
يطرح هذا الكتاب نوعًا من الموازنة الفريدة التي تقارب بين صحة النفس والوجدان وعلاقة ذلك وارتباطه بصحة الأعضاء والبدن، في إطار عملية تشافٍ شاملة تربط بين الجسد والروح، للتمكُّن من تحقيق العافية العضوية والسلام الداخلي، والموازاة بين العواطف والمواقف في حياتنا بكل مواقفها وتجاربها وخبراتنا فيها، مع التسليم بأن الإنسان كلٌّ لا تنفصل أجزاؤه، ولا ينفصل البدني عن النفسي أو الروحي فيه.
مؤلف كتاب كلٌّ على ما يرام
لويز هاي: كاتبة إنجليزية في مجال التحفيز والتطوير الذاتي، وقد مارست “هاي” في أوائل السبعينيات من القرن الماضي العلوم الدينية، وقادت الناس إلى استخدام التأكيدات الإيجابية التي تعتقد أنها تشفي الأمراض حتى أصبحت قائدة مشهورة لديها الكثير من ورش العمل إضافةً إلى دراستها للتأمُّل التجاوزي.
من مؤلفاتها: “اشف عقلك”، و”يمكنك شفاء حياتك”.
موناليزا شولز: حاصلة على شهادة الماجستير والدكتوراه، وهي طبيبة نفسية وعصبية مارست الطلب لما يزيد على خمس وعشرين سنة.
معلومات عن المترجم:
الأستاذ “حسين محمد”: قام بترجمة مجموعة من الكتب إلى جانب هذا الكتاب، ومنها: كتاب “اكسر شيئًا من الماء”.