الانطباعات الأولى هي كل شيء
الانطباعات الأولى هي كل شيء
هل تعرف كيف يخدع العرافون الناس؟ إنهم يلقون بإشارات غامضة ذات نهايات مفتوحة للناس، ثم يلاحظون كيف سيتم التقاطها، وبناءً على رد الفعل، يعملون على تكبيرها، أي يستخدمون ما يعرف في علم النفس باسم “المعلومات الصغيرة”، فهي نظرية يستخدمها العلماء لشرح كيف يمكن لعقولنا اللا واعية أن تكون فعالة في إصدار أحكام سريعة، عن طريق العثور على الأنماط في المواقف باستخدام كميات صغيرة من المعلومات.
هنا، يتمتع العقل اللا واعي بميزة على العقل الواعي، فالعقل الواعي ليس جيدًا في تحليل المعلومات، لأنه يتوه وسط الكم الهائل من التفاصيل التي تشتت الانتباه، بالإضافة إلى ذلك، فهو بطيء في معالجة البيانات. في المقابل، يستطيع العقل اللا واعي تقييم البيانات المتاحة في ثوانٍ والتركيز على التفاصيل الأكثر صلة، وهذا هو السبب في أن معظمنا يصدر أحكامًا أولية على الأشخاص خلال الثواني الأولى من اللقاء.
هذه الغريزة الأولية مع التفكير الدقيق يستخدمان معًا للتوصل إلى القرار الصحيح، وهذا ما يعتمد عليه القضاة وضباط الشرطة، ويمكنك أن تستخدمها أنت أيضًا لفهم من حولك بشكل أفضل، كل المطلوب منك عند مقابلة شخص جديد، أن تسمح لعقلك بتكوين حكم أولي، ودع ذلك يوجهك نحو تحليل عميق مدروس.
يمكنك أن تبطئ من وتيرة معالجتك للأمور بالتركيز المتعمد على الكلمات التي يقولها أو يكتبها الآخرون، لتحليل حالتهم النفسية والصحية، فعلى سبيل المثال، يستخدم الشخص العصبي كلمات أكثر قسوة عند تعبيره عن انزعاجه من شيء ما، مثل: “لقد سئمت/ كرهت هذا الشيء” في حين أن الأشخاص الإيجابيين سيميلون إلى تلطيف أوصافهم للأشياء.
الفكرة من كتاب اقرأ الناس كأنهم كتاب: الآن ستعرف ما يُخفيه الآخرون أثناء حديثهم معك، تنبأ بتصرفات الآخرين واكشف أفكارهم.
هل سبق لك أن صادفت شخصًا بدا كأنه يمتلك موهبة طبيعية في قراءة الناس؟ إنهم يظهرون كأنهم مباركون بفهم غريزي لما يفكر فيه الناس، ولماذا يتصرفون بطرائق معينة، إلى حد أنهم قد يتوقعون الكلام الذي سيُقال، هؤلاء هم الذين يتكلمون بحيث يُستمع لهم باهتمام، وهم أيضًا القادرون على كشف كذب الناس أو تلاعبهم بسهولة، إنها تبدو قوة خارقة، كيف يفعلون ذلك؟
الحقيقة أنها ليست شيئًا غريبًا، ولكنها مهارة يمكن تعلمها وإتقانها، بعضهم قد يطلق عليها “ذكاءً عاطفيًّا” أو ببساطة “وعيًا اجتماعيًّا”، وآخرون قد يرون أنها موهبة يستخدمها الاختصاصيون أو المعالجون النفسيون، ومن ناحية أخرى، قد يرى البعض أنها مهارة يطورها المحققون والضباط بالخبرة.
في هذا الكتاب، سنلقي نظرة على كل الطرائق التي تساعد على تطوير تلك المهارة دون الحاجة إلى شهادة في علم النفس، أو الحاجة إلى وجود خبرة مسبقة في مجال التحقيق الجنائي.
مؤلف كتاب اقرأ الناس كأنهم كتاب: الآن ستعرف ما يُخفيه الآخرون أثناء حديثهم معك، تنبأ بتصرفات الآخرين واكشف أفكارهم.
باتريك كينغ: متخصص في التفاعلات الاجتماعية، ومدرب تواصل ومهارات اجتماعية في سان فرانسيسكو وكاليفورنيا، وهو أيضًا الكاتب الأكثر مبيعًا على أمازون في مجال المواعدة والعلاقات، وله عديد من المؤلفات، من أبرزها:
فن التأثير في الآخرين.
تحدث أمام الجميع بجاذبية.
معلومات عن المترجم:
نهى الشاذلي: مُترجمة وروائية مصرية، تخرجت في كلية الآداب، قسم اللغة الإنجليزية، بجامعة الملك سعود بالرياض، ومن أحدث إصداراتها الأدبية، رواية “قبل أن يقتلني زوجي”.