الانضباط الذاتي وعناصر النجاح
الانضباط الذاتي وعناصر النجاح
إذا أردت حلًّا مختصرًا وقاطعًا فهو بلا شك الانضباط الذاتي؛ أي الصفة التي تجعل المسلم يقوم بالكثير من الأشياء التي وجَّهه الإسلام لفعلها والكف عن تلك الأمور التي نهاه عنها، أو بمعنى أوضح هي الميزة التي يمنحها الإسلام للمسلم حين يتمكَّن من السيطرة على أهوائه ورغباته، لكن مشكلة بعض الملتزمين أنهم لم يُعمِّموا معنى الانضباط الذاتي في الحياة العامة وليست العبادة فقط.
إنك إن نظرت إلى من حولك للاحظت أن أكثر الناس يعانون مشكلتين، وهما الفوضى الشخصية والنقص في التركيز مع عدم تحديد الأولوية، وهذا ما تجده واضحًا إن سألتهم عما يحاولون إنجازه خلال عام والخطوات التي يسيرون عليها لأجل ذلك، وما أولوياتهم؟ ولن تجد حينها إجابة واضحة سوى كلمات التخبُّط والتردُّد.
كما أن المنضبط ذاتيًّا ببساطة ليس شخصًا لا يخطئ، بل هو يعاني كما يعاني كل الناس من إغراء الراحة والتأجيل والمماطلة، وقد يخضع مرة لكنه يدرِّب نفسه شيئًا فشيئًا لإنجاز ما يهدف إليه وتنفيذ المهام في ذلك الوقت الذي يفقد فيه الرغبة على القيام بها، إنه يعزِّز ذلك بالمسؤولية الدينية والأخلاقية والأمانة التي أتاحها الله له لاستخدام الإمكانيات دون تضييعها في الكسل والخمول والمماطلة.
حدَّد الكاتب عناصر للنجاح ممهِّدًا أن النجاح الحقيقي هو ما يكون في إطار مرضاة الله (عز وجل)، ثم ترجمته إلى مكاسب اجتماعية وليس مكسبًا فرديًّا، ويتمثَّل أول العناصر في أن تعرف الموقع الذي تقف فيه حاليًّا، أي تكون على وعي بشخصيتك ومحيطك وبيئتك، هل تناسب هذه البيئة تطلعاتك أم أنها تعمل على هدمها؟ ولتدرك أن عظمة الرحلة في استمرارها دون انتظار أي نهاية.
الفكرة من كتاب أفق أخضر للنجاح والإنجاز
هل يمكن لإضافات صغيرة أن تسهم في إحياء أمةٍ سادها الضعف والضياع؟ أم أضحى الحل أن ينعزل المرءُ بما تبقى من الدِّين وسط هذا الصخب والمغريات اللانهائية التي أصبحت أمرًا عاديًّا مسلمًا به، في وسط عالمٍ يملؤه الخواء وتسيطر عليه المادية والاعتماد المطلق على الأسباب والمنطقية مع غياب مبدأ الضمان الإلهي، كيف يصمد المُسلمُ ويحقِّق أهدافًا يصبو إليها في شتى النواحي؟
يجيب الكتاب على هذه الأسئلة ساعيًا لتكوين نظرة جديدة كمبدأ لتحقيق الإنجازات وامتلاك رؤية جيدة للذات والبيئة المحيطة ومتطلَّبات العصر، كما يعرض الحلول لمعوِّقات النجاح كالكسل والمماطلة والخوف والمقارنة.
مؤلف كتاب أفق أخضر للنجاح والإنجاز
عبد الكريم بكار: هو أستاذ دكتور حاصل على الدكتوراه من كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، وهو سوري الجنسية له تاريخ مهني في جهات أكاديمية في تخصص اللغة العربية، وجهات إعلامية أبرزها قناة المجد وقناة دليل السعودية، وله نحو أربعين كتابًا في الفكر والتربية والعمل الدعوي، ومن أهم مؤلفاته:
تكوين المفكر: خطوات عملية.
ابن زمانه.
نحو فهم أعمق للواقع الإسلامي.