الانحراف في الوظائف العقلية
الانحراف في الوظائف العقلية
تتصارع قوى الشعور واللاشعور والمتمثلة في الـ”هي”، والـ”أنا العليا”، والـ”أنا” بصورة مستمرة مع بعضها البعض، فالـ”هي” تحركها النزعات اللاشعورية المكبوتة، بينما الـ”أنا” تحركها المتطلبات الواقعية، أما الـ”أنا العليا” فلا تهتم بغير المُثل والأخلاقيات السامية، ولذا فما من شاردة ولا واردة إلا وهي محصلة تدافُع قوى متضادة متمثِّلة في الشعور واللاشعور، ما ينشأ عنه تغلُّب إحدى القوى على الأخرى فتنتقل بذلك إلى منطقة الشعور، أما القوى الأخرى فيتم كبتها في منطقة اللاشعور، وهذا الصراع العقلي لا ينفك عنه الإنسان إلا بالموت، وهو إحدى أبجديات مهام العقل البشري.
وطبقًا لذلك فوظيفة العقل البشري دائمًا ما تتسم بالشد والجذب، بل والتوتر أحيانًا، ولكن يظل الاستقرار النفسي هو الطابع العام للعقل البشري السليم، وإنما يحدث الاضطراب النفسي من اختلال العلاقات الوظيفية العقلية في تعاملها مع البيئة المحيطة بحيث يتعذَّر معه قيام العقل بتصحيح أوضاعه للعودة إلى الحالة المزاجية الأولى من السلام النفسي.
وما يزيد الأمر سوءًا أن بعض الشخصيات يتوافر عندها الاستعداد للإصابة بالاضطراب النفسي، وهذا الاستعداد إنما يكون له أسباب وراثية، أو مواقف طفولية تم كبتها في اللاشعور وظهرت حين تم استدعاؤها مجددًا.
الفكرة من كتاب مبادئ التحليل النفسي
يتناول الكتاب أحد أهم العلوم وأكثرها إثارة وغموضًا ألا وهو علم “التحليل النفسي”، هذا العلم الذي لا يقتصر فقط على كيفية قراءة النفس البشرية، بل يتعدَّى ذلك إلى محاولة التحكم فيها!
وعلى ذلك فالكتاب يقتحم خبايا التحليل النفسي ويتجشَّم خطورة النزول إلى سردابه، موضحًا أهم مبادئه وتفسير أشهر المصطلحات المستخدمة فيه، مع التعريج على أبرز تطبيقاته في العلوم الحياتية.
مؤلف كتاب مبادئ التحليل النفسي
محمد فؤاد جلال: كاتب مصري، يعدُّ أحدُ أبرزِ روَّاد التربية الحديثة، حصل على بعثةٍ لدراسة علم النفس في إنجلترا، حيث نالَ دبلوم علم النفس مع مرتبة الشرف عامَ ١٩٤٠م. وبعدما رجع مِن البعثة امتهن التدريس ﺑ”معهد التربية العالي للمعلمين”، وظلَّ به حتى عُيِّن رئيسًا لقسم التربية وعلم النفس، كما عمل أستاذًا لعلم النفس في كلية البنات.
وقد شغل العديد من الوظائف، منها: وزير الثقافة والإرشاد القومي، ووكيل مجلس الأمة وسفير مصر (بعدة دول)، كما ترأَّسَ مؤتمرَ الخِرِّيجين العرب، ومؤتمرَ التضامُن الآسيوي الأفريقي، وكَتبَ مئاتِ البحوث والمقالات، ويُعدُّ كتابا «مبادئ التحليل النفسي» و«اتجاهات في التربية الحديثة» من أهم كُتبِه، وقد استمرَّ عطاؤه حتى وافَتْه المنية عامَ ١٩٦٢م.