الانتصار على مخلَّفات الخسارة والحزن
الانتصار على مخلَّفات الخسارة والحزن
يتعرَّض الناس لأشكال متنوعة من الخسارة والفقد، وتتفاوت نسبة تأثرهم بذلك بتفاوت قوة ارتباطهم بالشخص المفقود أو القيمة الضائعة، غير أن تبديد تلك الآلام والانتصار عليها ليس بالأمر السهل ولا المستحيل، إذا تم التعامل معها بشكل صحيح، من خلال تغيير طريقة التفكير فيها، واستبدال المشاعر السلبية المرتبطة بها بمشاعر أخرى إيجابية، وتقديم استحضار المحطات السعيدة في الذاكرة على الفصول المحزنة.
ويمكن تطبيق ذلك في كثير من مشاهد الحزن المترتِّبة على فقدان شخص عزيز أو حلم قريب أو شغف ضائع، وبخاصةٍ تلك المفقودات التي تفيض حياة وعفوية، ويصعب مع خسرانها استيعاب كم الفراغ الذي لم يعد يملؤه شيء.
ولا يعود الأمل في هذه الحالة مجددًا من حيث اعتباره موردًا متطورًا ناميًا إلا بتغيير طريقة التفاعل معه، وذلك من خلال فهم واستيعاب طريقة البناء العقلي الإنساني للحزن والخسارة أولًا، وإتقان طرق مقاومته واستبداله ثانيًا.
ولأن الناس بعد كل خسارة أو فقد يتعاملون بشيء من الرفض مع المفقود وكأنه لا يزال موجودًا بينهم، يتأتَّى عليهم الاهتمام باستحضار المعاني القيِّمة منه، ومشاركتها مع الآخرين في سبيل التعافي من آثار الحزن عليه واستيعاب خسارته من الأساس، وهذا فيما بعد الخسارة فماذا عن المرحلة التي تسبقها؟
إن المرحلة التي تسبق الخسارة لا تقل أهمية عن غيرها من ناحية إعداد الناس نفسيًّا لتحمل أعباء احتمال حدوثها، حيث يمكن لهذا النوع من الاستعداد النفسي أن يساعدهم على اكتساب حلول فردية بخصوص ما قد يحصل من آلام في مستقبلهم القريب؛ حلول تمكنهم من التجاوب مع الحدث مهما ساءت ظروفه بإيجابية وتقبُّل، وذلك بفضل بناء إحساس قوي بقدرتهم الذاتية على تجاوز المحنة والوقوف من جديد.
الفكرة من كتاب قلب العقل
تعمل حقول البرمجة اللغوية العصبية على دراسة العمليات العقلية، واستخدامها كأداة لتوليد المزيد من الحلول للتعامل مع المشكلات بشكل أفضل، وذلك عن طريق استثمار المعارف والمعلومات لابتكار آليات جديدة للتفكير، يسهل من خلالها تحسين تفاعل الناس مع ظروفهم المختلفة وتوجيهها نحو الانفراج والمتعة.
مؤلف كتاب قلب العقل
كونيرا أندرياس – ستيف أندرياس: من أشهر المدربين والباحثين عالميًّا في البرمجة اللغوية العصبية، فقد قاما على تأليف أربعة كتب في هذا المجال وهي من أفضل الكتب مبيعًا حول العالم، ومنها: كتاب “Frogs into Princes”، وكتاب “Change Your Mind-and Keep the Change”.
إضافة إلى إشرافهما على عدد متنوِّع من الدورات التدريبية والبرامج المانحة للشهادات في البرمجة اللغوية العصبية.