الانتخابات والاستفتاءات
الانتخابات والاستفتاءات
اجتمع المسلمون على طريقة اختيار خليفة المسلمين بعد موت النبي (عليه الصلاة والسلام) عن طريق البيعة، وكانت سقيفة بني ساعدة هي الحاضنة لتلك العملية السياسية الفريدة من نوعها في ذلك الوقت، ونتج عن ذلك اختيار أبي بكر الصديق الذي عند وفاته اختار عُمر مباشرةً ليبايعه الناس، أما عمر فقد أعطى المسلمين أسماء ستة من الصحابة ليكون أحدهم خليفة من بعده، وما كان للخلفاء الراشدين من علم بالأحكام الشرعية والموهبة الفطرية في الإدارة جعلهم مميَّزين عن غيرهم في عصور أخرى، كما ترجع سهولة إنفاذهم للأحكام الشرعية على الناس إلى قرب عهدهم بالرسول.
أما بعد الخلفاء الراشدين فقد فسدت أمور الحكم لعدة أسباب منها ما كان يقوله الأمويون والعباسيون أن الحكام هم قدرٌ من الله وهم إرادته النافذة وعلى الناس السمع والطاعة فقط بمفهوم قريب من مفهوم الجبرية، وأيضًا اتجه الأمراء إلى الأعطيات والهبات والأموال لكسب شعبية الناس وولائهم، كما استحدثوا سبيلًا جديدًا للوصول إلى الحكم بالغَلَبة والانتصار على غيرهم، وهو ما لم يُعهد في الإسلام من قبل، وفي هذا المعنى تحديدًا اختلف الفقهاء بين الاعتراف بشرعية المتغلِّب أو الثورة عليه، وكان عبد الملك بن مروان هو أول من بدأ ذلك صراحةً وقاتل الزبيريين ليضمَّ الحجاز والعراق إلى خلافته.
ولعلَّ مؤيدي شرعية المتغلِّب من الفقهاء آثروا ذلك الرأي لتاريخ الفتن والانقسامات والفُرقة، فتجاوزوا بعض الاستبداد والظلم في سبيل حفظ الأنفس والأرواح، وحتى رغم قولتهم بذلك فقد اعتمدوا أن المؤسسات الاجتماعية القوية في المجتمع ستقابل قوة الدولة السياسية والعسكرية وتُصلِح ما يفسده الحاكم، كما أن جدلية الديمقراطية الحديثة فيما يتعلق بإنكار تساوي أصوات الفئات الشعبية بغض النظر عن تعليمهم وثقافتهم هي جدلية إسلامية قديمة، ودائمًا كان الخيار بين أهل الحل والعقد وسائر أفراد المجتمع، فذهب بعض العلماء إلى الإنكار على العامة رأيهم في أمور الحكم، وذهب البعض الآخر إلى ضرورة مشاركة الجميع في ذلك.
الفكرة من كتاب أسئلة الثورة
تعد الثورات نتاج تراكمات زمنية طويلة من الأسباب، وردة فعل احتجاجية تعبيرًا عن الغضب من نظام استبدادي قمعي غالبًا أو نظام فاشل اقتصاديًّا أنهك الشعب ماديًّا، وعجز عن تطبيق برنامجه الإصلاحي الاقتصادي وأوجد فجوة طبقية في المجتمع يصعب تحملها..
يقدم الكاتب شرحًا وافيًا لطبيعة الثورات ومفهومها وأسبابها من منظور إسلامي، ويعرِّف الثورة انطلاقًا من مفاهيم شرعية وآراء متباينة للفقهاء تتفق تارةً وتختلف تارةً أخرى، كما يرد على أسئلة كثيرة منها التشكيك في أن الإسلام يصلح منهجًا يمكن تطبيقه بعد نجاح الثورات، وما تثيره التيارات الأخرى من تساؤلات ومخاوف من الإسلام السياسي، وفي النهاية يستعرض كيفية التعامل بعد النجاح وعدم تضييع النصر بالفرقة والخلافات.
مؤلف كتاب أسئلة الثورة
سلمان العودة: داعية إسلامي وأستاذ جامعي ومفكر سعودي، ولد عام ١٩٥٦، حصل على درجة الماچستير ثم الدكتوراه في السُّنة، كان دائم المطالبة بالإصلاح والتجديد والدفاع عن الإسلام.
له مؤلفات عديدة في الفكر والدعوة، أهمها: “من وسائل دفع الغربة”، و”معركة الإسلام والعلمانية”، و”من أخلاق الداعية”، و”تحية الشعب المقاوم”.