الانتحار والكوارث!
الانتحار والكوارث!
إن الانتحار كما يأتي نتيجة تطرف ديني فإنه يأتي أيضًا نتيجة لحياة مادية متطرفة، ويذكر لنا الكاتب الممثل جيج يونج الذي قتل زوجته ثم قتل نفسه، وشارل بواييه الفنان الذي مات منتحرًا وكذا زوجته وابنه، ومارلين مونرو التي قتلت نفسها، وغيرهم ممن دمروا حياتهم بالمخدرات والخمر ومن أصابهم الجنون؛ مكياج وديكور وأضواء وإشاعات ثم لا يلبث أن ينتهي كل شيء، ولا يتبقى سوى فطرة أفسدتها حياة مفتعلة غير طبيعية كلفتهم حياتهم.
إن علينا التزام الاعتدال وهو الصراط المستقيم، وهو الحق الذي يأتي نتيجة إيمان يمازج القلب والجوارح، ولكي نؤمن بالحق علينا أن نكون على صلة بالله عز وجل.
أما عن الكوارث والحروب والأزمات التي تصيبنا؛ فيرجع المؤلف سببها إلى أصل واحد هو أزمة الضمير الإنساني، لأن لله في كونه سننًا، والله الذي جعل الاجتهاد من أسباب الرزق هو نفسه الذي جعل الطاعة والتقوى مؤهلات أكبر وأخطر لاستحقاق هذا الرزق!
فكل المحن والشرور يواكبها من ناحية أخرى موجات كفر وشرك وانحلال وطغيان، حتى المعونات التي تقدم للمجاعات يقتسمها المسئولون فيما بينهم ولا تصل إلى المحتاجين الذين يُتركون للموت جوعًا، وقس على هذا مستوى الانحدار القيمي والأخلاقي الذي وصلت إليه الشعوب.
إن الطغيان لا يلام وحده فيما وصلنا إليه، فلا بدَّ أيضًا أن يلام الضعف والرضوخ والاستكانة، فالواحد منا لا يقابل في الطريق إلا نفسه فمن كانت سريرته خيرًا أتت له فرص الخير والعكس صحيح، والله عز وجل لم يظلم الإنسان شيئًا ولكنَّ الإنسان نفسَه يظلم.
الفكرة من كتاب نار تحت الرماد
بين صراعات الإنسان الداخلية بين المادة والروح، بين انتحار أهل الترف وانتحار أهل التطرف، وبين طغيان الإنسان بعلمه وجهله، بين كل تلك القضايا وغيرها يأخذنا الكاتب في جولة لتدارس أسباب وعلاجات تلك الظواهر الدينية منها والمجتمعية والسياسية.
مؤلف كتاب نار تحت الرماد
مصطفى محمود؛ فيلسوف وطبيب وكاتب مصري، وُلد عام 1921 وتوفي عام 2009.
له أكثر من 80 كتابًا في مجالات متنوعة، منها العلمية والفلسفية والاجتماعية والدينية، إضافةً إلى الحكايات والمسرحيات وأدب الرحلات.
من أهم كتبه ومؤلفاته:
الله.
السؤال الحائر.
الإسلام ما هو.
على حافة الانتحار.