الاقتداء بالصحابيات
الاقتداء بالصحابيات
لقد تألَّقت في عهد رسول الله عدَّة صحابيات جليلات، لو تعمَّقت النساء في سيرة كل واحدة منهن، لتغيَّرت أحوالهن إلى الأفضل، لذلك قدَّمت لنا الكاتبة أمثلة عن بعضهن، لنقتدي بأفعالهن، ولتصبح كل فتاة مسلمة صحابية في حال لسانها وأفعالها.
فمن سيرة أسماء بنت أبي بكر نتعلَّم منها معنى برِّ الأب، وذلك يتضح من إعانتها له على الهجرة مع رسول الله، وحملها لهما الزاد والطعام في غار ثور، وأيضًا ثباتها على الحق أمام أبي جهل الذي استخدم القسوة ولطمها حتى تبوح بسر أبيها وتخبره عن مكانه.
ونتعلم منها أيضًا حبها الكبير لزوجها الزبير بن العوام، رغم فقره، حيث لم يكن يملك سوى فرس، فلم تغالِ في طلبٍ منه، وكانت له نعم العون، فخدمت الفرس وحملت الماء وطحنت النوى، حتى وسَّع الله عليهما الرزق.
وأما عن الصحابية أمّ كلثوم بنت عقبة نتعلَّم منها أمر التمسُّك بديننا وطاعة الله، حتى لو غضب منا الجميع، فلقد اتخذت قرارًا شجاعًا عندما خرجت من بيتها لتهرب بدينها مهاجرةً من مكة إلى المدينة، تاركةً خلفها كل شيء، شاقَّة طريقًا طويلًا، بلا صاحب يؤنسها، ولا تجد ما تركبه، وعندما وصلت المدينة فرحت فرحًا شديدًا، ولكن فرحتها لم تستمر لأن أهلها طلبوا من النبي أن يرجعها إلى مكة، التزامًا بصلح الحديبية، فأنزل الله آيات رحمةً لها من سورة الممتحنة، حيث قال تعالى: ﴿فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ ۖ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ﴾.
ونتعلم أيضًا من أم الدحداح مفهومي طاعة الزوج، والتصدُّق بما نحب، فقد كانت تمتلك هي وزوجها بستانًا يسع مئات من النخلات، وفي يوم مر زوجها على غلام يتيم يبكي عند رسول الله بسبب نخلة تعترض بناءه لسور حول بستانه رفض صاحبها أن يبيعها له، فقام أبو الدحداح ببيع بستانه مقابل هذه النخلة، استجابةً لطلب رسول الله، وطمعًا بمائة نخلة في الجنة.
وذهب إلى زوجته وقال لها: يا أم الدحداح اخرجي من البستان فإنه لله، فخرجت منه دون أن تسأل أو تعترض، قائلة: ربح البيع أبا الدحداح، ربح البيع.
الفكرة من كتاب كوني صحابيَّة
عندما نقرأ سطور سيرة سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه العطرة، ونجد فيها من عدل عمر بن الخطَّاب، ورفق أبو بكر الصديق، وحكمة علي بن أبي طالب، والنور الذي حظي به عثمان بن عفَّان؛ تتولَّد فينا أُمنية مستحيلة، وهي: يا ليتنا وُلِدنا في عهد الصحابة، لذلك فكل ما نملك هو الاقتداء بأخلاقهم ومواقفهم، فلذلك قامت الكاتبة بالإجابة عن أسئلة: “كيف تصبحين مثل الصحابيات؟”، و”كيف نجد شعور اللذة بالطاعة؟”، و”كيف تستعدين للقاء الله؟”، و”كيف تحافظين على حجابك وحيائك؟”، ومع تقديم نصائح أخرى للفتيات المراهقات عن أمور الزواج، والثقة بالنفس، وغيرها، بأسلوبها البسيط الأقرب إلى حوار توجيهي.
مؤلف كتاب كوني صحابيَّة
حنان لاشين : كاتبة روائيَّة مِصرية من مواليد 1971م، حصلت على بكالوريوس الطب البيطري من جامعة الإسكندرية، وعضو باتحاد كُتَّاب مصر، قامت بكتابة حلقات يومية لمسلسلي “مسافر زاده القرآن“، و”مذكرات صائم“، اللذين عُرِضَا في رمضان، وأيضًا كتبت قصة وسيناريو المسلسل الإذاعي “أنس في بلاد العجائب“، وجميعهم سُجِّلوا وعُرِضوا على موقع عمرو خالد، وحازت على المركز الأول في مسابقة قصص الخيال العلمي بنفس الموقع عام 2005، حيث شاركت برواية “السرداب” عن العالم العربي “ثابت بن قرَّة”.
وكذلك قامت بكتابة عدة مقالات في موقع “طريق الإسلام”، وموقع “صيد الفوائد”، وعلى شبكة الألوكة ومجلة “ممكن” الشبابية، وكذلك مجلة “ببساطة” الإلكترونية.
لها عدة مؤلفات في المجال الاجتماعي تنوَّعت بين الكتب والروايات من أشهرها:
خماسية مملكة البلاغة.
غزل البنات.
ممنوع الضحك.
الهالة المقدَّسة.
منارات الحب.