الاقتباس من نور السابقين
الاقتباس من نور السابقين
إن المرحلة الأولى في رحلتنا لفهم القُرآن تبدأ بالوقوف على الآثار الواردة عن الرسول (صلى الله عليه وسلم)، ثم عن الصحابة وأئمة التابعين، سواء كانت تلك الآثار قد ذُكِرت في فضل السور، أو أسباب النزول، أو تفسير الآيات، وذلك لأن الرسول (صلى الله عليه وسلم) هو المُبلغ عن ربه، وكانت حياته كلها قولًا وفعلًا وإقرارًا بيانًا للقُرآن الكريم، يقول الله تعالى: ﴿لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾، وما إن خفي علينا شيء في تفسير القُرآن من حياة النبي (صلى الله عليه وسلم)، فإننا نأخذ بآثار الصحابة (رضوان الله عليهم)، فهم الجيل الذي عاصر نزول الوحي، وعاصروا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وبالتالي فهم الأعلم بمقصود كلام الله تعالى، واشتهر عدد من الصحابة الذين اهتمُّوا بعلم التفسير، وأهمهم: ابن مسعود، وأُبيُّ بن كعب، وزيد بن ثابت، وابن عباس (رضي الله عنهم جميعًا).
وبعد الصحابة ننظر في تفسير التابعين، فإنه إن لم يُنقل عن الصحابة في باب مُعيَّن، فإننا نأخذ عن التابعين، وذلك لأنهم تلامذة الصحابة، وهم داخلون في الحديث الوارد عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “خيرُ الناس قَرنِي، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم”، وبجانب ذلك فهم يفهمون الكلام العربي سليقةً دون تكلُّف، وبهذا فما اتفق عليه الصحابة والتابعون هو حُجَّة، فما ناقَض قولهم باطل، وما سكتوا عنه ففيه وجهان: ما وافق أصولهم فهو حق، وما خالف الأصول باطل.
الفكرة من كتاب المراحل الثمان لطالب فهم القُرآن
يحتار الكثيرون في المنهجيَّة المُناسبة لفهم القُرآن فهمًا دقيقًا تُتذوَّق فيه المعاني البلاغية للقُرآن الكريم، ولا يفهم طبيعة الكُتب المُتعلقة بعلوم القُرآن وتساعد على فهمه، ففي كتابنا يُقدِّم لنا الكاتب عدة مراحل تساعد مُريد فهم القرآن على فهمه، ومعرفة المنهجيَّة المناسبة للإلمام بمعاني القُرآن.
مؤلف كتاب المراحل الثمان لطالب فهم القُرآن
عصام العويد: سعودي الجنسية وُلد عام 1971 ميلاديًّا في محافظة القصيم، نشأ في صغره على طلب العلم والأخذ عن الشيوخ الكِبار، حصل على الماجستير في الحديث وعلومه من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وقد شغل عدة مناصب دعوية مختلفة، فعمل عضو هيئة تدريس بجامعة الإمام في الرياض، ومستشارًا شرعيًّا في موقع “أون لاين”، وعددًا من المناصب الأُخرى، وله عدد من الإصدارات المسموعة والمؤلفات المكتوبة، منها: “تحريك الجنان لتدبُّر وتوقير أم القرآن”، و”أسوار العفاف”.