الاغتصاب الجنسي
الاغتصاب الجنسي
الاغتصاب الجنسي هو اعتداء الرجل على جسد الأنثى إجبارًا لها سواء كان الإيلاج كاملًا أو جزئيًّا، وهو أحد أنواع العنف المجتمعي ضد المرأة، وقد زاد مؤخرًا، حتى إنه قد يدمِّر حياتها إلى الأبد، وتسمى حينها بمتلازمة حادث الاغتصاب لأن الضحية تمرُّ بمرحلتين: الأولى المرحلة الحادة وتستمر لساعات وعدة أيام بعد الحادثة، وفيها تتصرَّف الضحية باضطراب سلوكي وانفعالي، ويظهر عليها بعض الصراعات النفسية مثل الغضب ولوم النفس والتحقير، وأيضًا أعراض جسدية مثل الصداع واضطراب النوم والجهاز الهضمي والبولي، والثانية المرحلة المُزمنة، وتبدأ بعد الحادثة بأسبوعين أو ثلاثة، وحينها تُصاب الضحية بالكوابيس والمخاوف الجنسية، ولو تم علاجها نفسيًّا وتأهيليًّا فمن الممكن أن تتعافى تمامًا، والبعض يظل يُعاني إلى الأبد من اضطرابات نفسية مُزمنة ويُصابون بفقدان الإحساس والبرود الجنسي، ويحتاجون هنا إلى علاج نفسي طويل ومُركز، وقد يترتَّب على الاغتصاب أمراض منقولة إلى الضحية مثل الإيدز والزهري، وأحيانًا بنسبة ضئيلة قد يحدث حمل، وبناءً عليه تتعرَّض لخطر الإجهاض.
أما الأسباب التي تؤدِّي إلى هذه الجريمة العنيفة هي الآتي: الاختلاط المطلق؛ أي اختلاط دون احتشام من المرأة مع الرجل ودون مراعاة للخلوة الشرعية بينهما مع عدم تطبيق التربية الدينية في المجتمع، وشيوع الفواحش، ما زاد من الرغبة الجنسية، وعدم الالتزام بالزي الشرعي الإسلامي، وتأثير الإعلام السلبي بالتوجيه نحو إثارة الغريزة الجنسية والعنف، وانتشار المخدِّرات وضعف الإرادة، وضعف المؤسسات والبرامج الموجهة إلى تنشئة وتوعية المجتمع مثل الأسرة والمدرسة والإعلام وغيرهم.
وهناك أيضًا اغتصاب للأطفال والمراهقين، وهناك أعراض في الغالب تظهر عليهم بعد الحادثة مثل الأرق والكوابيس وكثرة البكاء والخوف وقلة الثقة بالنفس والتبوُّل اللاإرادي والشعور بالآلام في فتحة الفرج أو الشرج والرهاب المجتمعي وقضم الأظافر، وبالطبع نتيجة لكل ذلك يتعرَّض لاكتئاب حاد، لذا على الأسرة تحذير أبنائها من اللعب في أماكن منعزلة أو الخروج في أوقات مظلمة، ومنعهم من الاختلاط مع أشخاص سيئي السمعة أو اللعب مع الكبار، وتحذيرهم بعدم الخضوع لترهيب الكبار أو إغرائهم للقيام بممارسات جنسية، وتلقين الطفل أن يدافع عن نفسه ويعبر بالرفض لمن يهدِّده.
الفكرة من كتاب التربية الجنسية لأبنائنا
العلم نور والجهل ظلام، وتوابع الجهل ليست محمودة بالمرة، لذا حين يلح عليك طفلك بأسئلته الفضولية حول جسده وتمنعها عنه ظنًّا منك أنك تحميه في الحقيقة هنا الضرر أسوأ بكثير، ولم تكن حبال الجهل مُنجِّية أبدًا من قبل، إضافةً إلى الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي التي زادت من فرص المدخلات المشوَّهة للأطفال، فأول شيء تحمي به ابنك هو التحصين المعرفي والتربوي وليس المنع في المطلق، حتى في التربية الإسلامية من المهم جدًّا تربية الأبناء منذ الصغر على مفاهيم جسدية وجنسية لحمايتهم وتعليمهم طرق التعامل مع أنفسهم ومع الجنس الآخر، لذا فالتربية الجنسية لأبنائنا في العصر الحديث أصبحت أكثر ضرورة لتعليمها للأطفال والأهالي، وهذا ما يطرحه لنا المؤلفان في كتابهما حول مراحل النمو الجنسي ومظاهره وكيف تحمي ابنك من التحرُّش والاغتصاب، إضافةً إلى طرح مفاهيم حول التربية الجنسية ومقصدها التربوي.
مؤلف كتاب التربية الجنسية لأبنائنا
ابتسام محمود أمين: اختصاصية نفسية بأقسام الصحة النفسية بالسودان واستشاري نفسي ومدرب دولي في تنمية مهارات الذات ورفع كفاءة الاختصاصيين ومعلمي التربية الخاصة، سودانية الجنسية، تخرَّجت في جامعة عين شمس كلية الآداب قسم علم نفس، ثم حصلت على ماجستير التعليم الصحي من كلية الطب جامعة الجزيرة، وحصلت أيضًا على دكتوراه في علم النفس الطبي.
عبد الرحمن عثمان: اختصاصي نفسي ومرشد متعاون، حاصل على ماجستير في التوجيه والإرشاد، وأيضًا في علم النفس بكلية الطب جامعة الجزيرة، وهو رئيس قسم علم النفس بكلية الآداب جامعة أم درمان الإسلامية، ونشر مجموعة من الدراسات العلمية بالمجلات المحكمة داخل وخارج السودان، وله عدة مقالات منشورة في مجلات تربوية منها: “التنشئة الثقافية وعلاقتها بتكوين الشخصية”، و”تأثيرات العولمة على الأسرة السودانية والإسلامية”.