الاضطرابات النفسية ذات الشكل الجسدي
الاضطرابات النفسية ذات الشكل الجسدي
كثيرًا ما يصعب على المرأة توصيل معاناتها النفسية إلى من حولها، إما لأنها لا تستطيع التعبير عن مشاعرها، وإما بسبب عدم اعتراف المحيطين بها بمسألة المشاعر والمشاكل النفسية، حيث يعتبر بعض الناس الشكوى النفسية ضعف إيمان أو خللًا في الشخصية، وللأسف أغلب الأطباء والصيادلة يجهلون أيضًا طبيعة الأمراض النفسية، حيث إنهم لم يدرسوها بشكل مناسب، ولذلك يرفضون بشكل مباشر أو غير مباشر الشكوى النفسية من المريضة، ويحذِّرونها من استشارة الطبيب النفسي، وهذا قد يؤخر علاج كثير من الحالات، فتتناول المريضة عقاقير ليس لها علاقة بمرضها، وتيأس من الشفاء، وكل هذا يفسر لماذا تُعبِّر المرأة عن معاناتها النفسية بواسطة أعضاء جسدها.
والاضطرابات جسدية الشكل تأخذ أشكالًا مختلفة، فتأتي المريضة بتاريخ طويل من الشكاوى الجسدية
المتعددة، والتي ترجع بدايتها إلى ما قبل سن الثلاثين، وخلال هذه السنوات نجد أعراضًا عديدة، فمثلًا نجد المريضة تشكو آلامًا في الرأس، أو البطن، أو الصدر، أو أثناء العلاقة الجنسية أو أثناء التبول، وأيضًا نجد المريضة تعاني عرضًا في الجهاز الهضمي كالغثيان أو عدم تحملها أنواعًا مختلفة من الطعام، أو نجد المريضة تعاني عرضًا جنسيًّا مثل اللامبالاة بالجنس، وعدم انتظام الدورة الشهرية، وبإجراء الكشف الطبي، وعمل الفحوصات لا نجد خلف هذه الأعراض أي اضطرابات عضوية، ونجد المريضة مشغولة دائمًا بفكرة المرض، ولديها مخاوف من إصابتها بمرض خطير كالسرطان، وكل هذا ينتهي حين تصل المريضة إلى الطبيب النفسي، حيث يطمئن المريضة بأن لها علاجًا، ويغلق عليها باب التحاليل والأشعات، وسيساعدها المعالج على قبول معاناتها، والاعتراف بها.
وهناك أيضًا المرأة المسترجلة؛ التي تكره الدور الأنثوي، حيث لا تفضل الزواج ولا العلاقة الزوجية، وتكره مظاهر الأنوثة منذ مراهقتها، لذلك تستقبل التغيرات الجسمية بنفور، وإذا تزوجت فلا ترى في العلاقة الزوجية إلا ذلًّا، فهي لا تقبل فكرة الطاعة للزوج، وإذا حملت تكون أعراض الحمل عليها شديدة، فيكثر القيء، وبعد الولادة تكون رافضة لفكرة الأمومة، فتقصر فترة نفاسها، وتكره ضعفها، وضعف طفلها.
الفكرة من كتاب الصحة النفسية للمرأة.. قصص واقعية من العيادة النفسية
هل هي مجرد مصادفة أن أغلب المتردِّدات على العيادات النفسية من النساء؟ أم أن هناك عوامل متعددة تدفع بهن أن يشكِّلن 60 إلى 70 في المائة من المتردِّدات على تلك العيادات؟ هل السبب هو التكوين البيولوجي للمرأة ذو الإيقاع المتغير؟ أم بسبب الوضع الاجتماعي للمرأة الذي يضعها تحت ضغوط مستمرة ومتعددة؟ ما الاضطرابات الأكثر شيوعًا لدى المرأة المعاصرة؟ وما أسبابها المحتملة؟ وما وسائل علاجها والوقاية منها؟
كل تلك التساؤلات وغيرها يجيب الكاتب عنها مستعينًا بخبرته والقصص الواقعية.
مؤلف كتاب الصحة النفسية للمرأة.. قصص واقعية من العيادة النفسية
محمد عبدالفتاح المهدي: معالج نفسي، واستشاري علاج زواجي، وحاليًّا أصبح رئيسًا لقسم الطب النفسي بجامعة دمياط، وله العديد من المؤلفات، منها:
الصحة النفسية للطفل.
سيكولوجية الدين والتدين.
فن السعادة الزوجية.
البناء النفسي للمسلم المعاصر.