الاشتراك في الحرب العظمى وبدء الحياة السياسية
الاشتراك في الحرب العظمى وبدء الحياة السياسية
اندلعت الحرب العظمى (الحرب العالمية الأولى)، واشترك بنيتو وأرنلدو فيها، وما إن انتهت الحرب حتى قرر أرنلدو مساعدة أخيه الذي كان قد بدأ حياته السياسية، حيث استطاع بنيتو في أعوام ما قبل الحرب أن يرأس جريدة “إلى الأمام” المؤثرة في نفوس الإيطاليين، حتى أنه يتذكر حينما نجحت الثورة الفاشية واضطراره إلى ترك إدارة الجريدة لأخيه حتى ينتقل إلى روما لاعتلاء الحكم، فيقول إن جريدته وبخاصةٍ بعد أكتوبر 1913 وقدوم أعوام الحرب كانت شعلة الرجاء لملايين المقاتلين الإيطاليين.
“كان تراثي تراثًا ثقيلًا على خليفتي” هكذا وصف موسوليني جريدته دون خجلٍ أو تواضع، ويقصد بخليفته أخيه أرنلدو الذي سيتولى إدارة الجريدة بعده، ويعود سبب وصفه هذا إلى طابعه المجادل المحارب في أسلوبه الصحافي الناتج عن عشر سنين في معارك صحفية قضاها في دول أوروبية أخرى، والسبب الثاني أن شهر أكتوبر من عام 1922 كان تاريخًا فاصلًا أصبحت فيه جريدته “شعب إيطاليا” جريدة النظام الحاكم، وعلى هذا كانت الصعوبة أمام أرنلدو في إدارة الجريدة تتمثل في خطرين إما تقليد موسوليني في الأسلوب، أو صبغ “الشعب الإيطالي” بصبغة صفراء، ويعني بهذا التزام الطابع الإداري الروتيني الذي تعهده صحف النظام.
لكن أرنلدو نجح في تخطي كل هذا حتى وصفه شقيقه بأنه استحق أن يُكتب على قبره “صحفي الثورة” بأسلوبه الذي جذب الإيطاليين إلى المذهب الفاشستي، معترفًا بأن أسلوبه كان يرتقي من صفوف الصحافة المقيدة إلى مصاف الكُتَّاب، إذ يتذكر جملة أرنلدو في مذكراته أثناء رحلة له إلى ليبيا التي كانت تحتلها إيطاليا آنذاك: “لقد رأيت الأرض هذا الصباح ضاحكةً”.
الفكرة من كتاب خواطر زعيم
في عام 1931 كانت الأمور مستقرَّة لمؤسس الحركة الفاشية الإيطالية وأحد زعمائها، ألدوتشي بنيتو موسوليني، والذي أصبح الحاكم الوحيد لإيطاليا رغم وجود الملك، كل الأحزاب الأخرى أُلغيت ولم يكن بإيطاليا سوى توجُّه واحد وطاعة واحدة تكون للحزب الفاشستي كالنازية الألمانية، وهنا يأتي دور الإعلام خصوصًا مع تاريخ هذا الديكتاتور الصحافي، وهنا يبدأ بكتابة خواطره.
كان على المؤلف إميل لودفيج أن يعرض بعض خواطر موسوليني، الحوار الصحفي الذي دار بينهما، ويجدر بنا ذكر أن كل هذا قد تم في عام 1931م حين كانت الفاشية في قمتها وتساندها النازية الألمانية، وهنا يأتي دور الإعلام الذي ميز كلا المذهبين في ذلك الوقت قبل أن ينقلب عليهما.
مؤلف كتاب خواطر زعيم
بنيتو موسوليني، هو حاكم إيطاليا ورئيس وزرائها في الفترة ما بين 1922 و1943، وهو أبرز مؤسسي الحركة الفاشية الإيطالية، عُرِف بتاريخه الصحافي المؤثر وكذلك همجيته منذ طفولته وحتى الكبر، إذ استطاع الوصول إلى الحكم بسبب عدم استطاعة الحكومة الإيطالية السيطرة على أعمال حركته الفاشية “القمصان السود” المسلحة، وكان ديكتاتورًا مستبدًّا سواء للشعب الإيطالي أو الشعوب المستعمرة، وبعد دخول الحرب العالمية الثانية وهزيمة إيطاليا المتحالفة مع ألمانيا النازية، تم إلقاء القبض عليه وإعدامه وتعليق جثته أمام الجماهير الإيطالية.