الاشتراكيون والعرب المتأثرون
الاشتراكيون والعرب المتأثرون
تقدِّم الاشتراكية الإلحاد علنًا، ورغم محاولاتها في اقتحام السدود الإسلامية فإنها لم تنجح، فاتجهت إلى مخطط هدم الإسلام بالإسلام نفسه، حيث تشويه سمعة رجال الدين، وتعميم الاشتراكية في المدارس والجامعات، وتشجيع الملحدين على إعطاء حقوقهم وقطع كل الروابط الدينية، فتُزاحم الوعي الديني بالوعي العلمي.
أما العرب المتأثرون بالغزو الثقافي فيدعو هؤلاء -كما يقول الكاتب- إلى إلغاء التراث الإسلامي كله، والتشكيك في حقيقة فضله على العالم، فبالنسبة لهم المفسرون جُهَّال، والمحدثون كاذبون، والفقهاء محتالون والأئمة خونة، فالهدف هو إفراغ الإسلام من ومهمة هؤلاء إثبات أن الدين لا علاقة له بأنواع التشريع، ويوصف هؤلاء بأنهم مفكرون!
إن الاستعمار الغربي الذي هاجم العالم الإسلامي كان مزدوجَ الهدف فهو طامع في خيرات الشرق، وفي الوقت نفسه مثقل بضغائن ضد الإسلام، فهو يكره كرهًا شديدًا فلما جاءته الفرصة شرع بضرب الإسلام بقوة ومكر، فطارد الدين في ميادين التربية والتعليم والتشريع، وأخذ يطوي تقاليده الاجتماعية والأدبية والاقتصادية والسياسية، فنجح في خلق جيل ينظر لماضيه كله على أنه أنقاض أو مخلفات ينبغي أن تختفي ليحل محلها البناء الجديد الذي وضع الغرب حقيقته وصورته.
الفكرة من كتاب الغزو الثقافي يمتد في فراغنا
“إن مستقبلي الغزو الثقافي يشعرون بالنقص، ويحسبون التغلب عليه يكون بتقليد الحضارة الحديثة في مثلها وتقاليدها وأحوالها كلها”.. يعرض الكتاب الحالة الفكرية والتشوهات في تصورات الحياة التي أصابت المسلمين فخلقت حالة من الفراغ، فصار المسلمون هدفًا سهلًا للغزو الثقافي من قِبل الشيوعيين والصليبيين.
كما يوضِّح الطُرق التي يستعملها هذا الغزو في القضاء على روح الإسلام، والخطوات التي يجب أن يتخذها المسلمون للقيام مرة أُخرى بالإسلام على صورته الحقيقية.
مؤلف كتاب الغزو الثقافي يمتد في فراغنا
محمد الغزالي: عالم ومفكر إسلامي مصري. وُلد في سبتمبر عام 1917، ويعدُّ أحد دعاة الفكر الإسلامي في العصر الحديث، عُرف عنه تجديده في الفكر الإسلامي، ونال العديد من الجوائز والتكريم، فحصل على جائزة الملك فيصل للعلوم الإسلامية.
من مؤلفاته:
– جدد حياتك.
– عقيدة المسلم.
– تأملات في الدين والحياة.
– فن الذكر والدعاء عند خاتم الأنبياء.
وغيرها من الكُتب.
توفي في مارس عام 1996م في السعودية، ودفن بمقبرة البقيع بالمدينة المنورة.