الاستنزاف النفسي
التسامح وتأثيره على صحتنا النفسية – الاستنزاف النفسي وازي نقاومه
حرب الاستنزاف … هو مفهوم استراتيجي بيعني أنه لكي يتم الانتصار في حرب ما، يجب إضعاف العدو إلى الانهيار عن طريق القضاء على قدراته وامكاناته بالتدريج وبشكل مستمر إلى أن يتم استنفاذها ..
النوع دا من الحروب … الدول بتحاول اما تدخل في صراعات … تحمي نفسها منه …
وهو علي فكرة مش مقتصر على الدول .. الشركات والمؤسسات ممكن تتعرض ليه في صراعاتها المستمرة كمان …
انا بقى جاي النهاردة اتكلم عن النوع دا من الحروب بس على مستوى الأفراد…
احنا بنتعرض لحروب تستنزف قوتنا وطاقتنا … طوال الوقت وبشكل مستمر … وبدون وعي منا …
خليني اشرحلك ازاي:
هل خرب لك أحد الزملاء مشروع ما قبل كدا؟ … أو هل عندك تجربة صادمة، زي التعرض للإيذاء الجسدي أو العاطفي من قبل شخص قريب منك … ع الاغلب اه .. انت اتعرضت لتجارب مشابهة
محدش فينا متعرضتش قبل كدا للإساءة …
بعد ما بنتعرض للإساءة … ممكن تسيطر علينا مشاعر الرغبة في الانتقام أو الغيظ من مصدر الاهانة … وممكن تمتلئ صدورنا بالغل والغضب … المشاعر دي ربما ترافقك طوال الوقت … ودا بيخلي صحتنا النفسية مستنزفة طوال الوقت
التمسك بالغضب والخوف والالم … ليه تاثير قوي على اجسادنا ، وبيسبب التوتر اللي بيأثر على انظمتنا النفسية، واللي بنعتمد عليها لصحتنا …
التمسك بالمشاعر السلبية هو عملية استنزاف كبيرة لطاقتنا النفسية … بتسرق مننا أوقات ثمينة ، وبيخطف أجمل لحظات حياتنا، واللي ممكن نغتنمها ونتمتع بيها دون إحساس بحسرة أو تأوه ورغبة انتقام.
ازاي نواجه الأزمات دي:
انت تقدر تنتصر في حرب الاستنزاف دي بطريقة واحدة .. هي التسامح …
التسامح يعني … اتخاذ قرار بالتغاضي عن الشعور بالاستياء … والتخلي عن الأفكار الانتقامية.
والمسامحة لا تعني أنك تنكر مسؤولية الشخص الآخر عن إيذائك … ولا تقلل أو تبرر خطأه تجاهك … ولكن تسامحه من أجلك أنت.
إننا نسامح لننعم بالحياة … بدل من النظر للفعل دا على أنه شيء تدين به للآخرين … فكر في التوتر اللي بيسببه غضبك وازاي هيكون التسامح محررا الغضب دا … فكر في الإجهاد اللي يسببه غضبك وازاي هيكون تحريره هو التسامح.
ازاي أقدر أحقق حالة التسامح؟
الخطوة الأولى هي إجتياز ألم الخسارة:
هل النوح أمر مفيد أم مضر؟
د سؤال شديد الأهمية، والإجابة اللي ربما تكون غريبة علي أسماع أغلبنا … هي أن النوح أمر مفيد وصحي جداً!
تكمن فائدة النوح في أنه نوع من “الإخراج النفسي” … إذ أنه يقوم بإخراج سموم المشاعر السلبية … قد يكون دا بالبكاء أو بالتعبير عن الغضب بصورة غير عنيفة وبدون تعدي على الآخرين.
المهم هو ان نخرج المشاعر الفاسدة … اللي لو احتجزت داخل النفس هتكون بمثابة “دم فاسد” فيتحول التجمع الدموي إلي بؤرة صديدية تسمم حياة الإنسان.
الخطوة الثانية هي إتخاذ القرار بالتسامح:
بعد اجتياز مراحل ألم الخسارة يصبح التسامح اسهل .. فهو مجرد قرار .. يمكن اتخاذه بالخطوات التالية:
١- بالتوقف عن التركيز على الجرح “الموقف” وعلى الشخص المتسبب فيه.
٢- بالتحول من الحياة في الماضي إلي الحياة في الحاضر.
٣- بالتوقف عن الحياة في دور الضحية.
٤- بالتخلي عن الرغبة في الانتقام والرغبة في حدوث شئ ضار للشخص اللي اذاك.
الختام
عملية التسامح تشبه التعامل مع الجروح … في فرق بين شفاء الجروح السطحية وشفاء الجروح العميقة
لذلك ان كان جرحك عميق وقدرتك على التسامح صعبة .. ف متيأسش … الجروح العميقة بتحتاج لوقت طويل ولخطوات ضرورية و”للتغيير” عليها أكثر من مرة
حلقة النهارده مبنية على كتاب “صحة العلاقات” – لأوسم وصفي
وبس كدا
سلام