الاستماع النشط للآخرين
الاستماع النشط للآخرين
يتشكل أساس مفهوم القيادة من سبع مهاراتٍ رئيسة توفر للقائد المُناخ المناسب لتحقيق الفهم الجيد للآخرين، والقدرة على التأثير فيهم ومساعدتهم على تحقيق أهدافهم وطموحاتهم.
أولى هذه المهارات هي مهارة الاستماع النشط للآخرين، يتطلب إتقان مهارة الاستماع تعلمَ القائد كيفية الإصغاء الجيد لحديث الآخرين، والانتباه لنبرة صوت المتحدث ولغة جسده، والاستعانة بالسؤال والوسائل المساعدة للتأكد من الفهم الصحيح لمحتوى الرسالة.
ومهارة الاستماع ليست على درجة واحدة لدى جميع الأشخاص، فهناك من يستمع، ولكن دون انتباه، وهؤلاء هم من يفضلون أن يكونوا هم الممسكين بزمام الحديث، لذلك كثيرًا ما يقاطعون الطرف الآخر، ويفكرون في الردود خلال الاستماع لحديث الطرف الآخر.
وهناك من يستمع لما تقوده آراؤه وأفكاره إلى الاستماع له ويتغاضى عن باقي أجزاء الرسالة، وهو المستمع الانتقائي.
كذلك يوجد من يستمع بهدف التقييم الناقد، فيستمع جيدًا للكلمات التي يتحدث بها الطرف الآخر، لكن دون محاولة فهم نيته أو مقصده الحقيقي.
وأخيرًا يوجد مستمع يظهر احترامًا للمتكلم، ويحاول فهم جميع أجزاء حديث الطرف الآخر وتفهم مشاعره، وينتظر انتهاءه من الحديث قبل أن يبدي رأيه، ويتجنب شرود الذهن في أثناء الاستماع، وهذا المستمع يطلق عليه المستمع النشط، ويمثل الاستماع النشط إحدى السمات الرئيسة للقائد الفعال.
ومن الحواجز التي تحول دون الاستماع النشط للآخرين، إغفال الجزء المرئي من رسالة المتحدث، أو الاستماع من أجل انتظار الدور للحديث، أو محاولة الهيمنة على الحديث والتحكم بمجرياته.
لذلك يتطلب إتقان مهارة الاستماع النشط مجموعة من السمات الشخصية كالقدرة على ضبط النفس، وتقبل الآراء المخالفة بصدرٍ رحب.
كما تساعد مهارة الاستماع النشط القائدَ على تفهم احتياجات الآخرين والتعلم منهم، فهي تمهد الطريق له لتقمص مشاعر الآخرين وعواطفهم، وهو ما يمثل الأساس الثاني من أسس ممارسة القيادة.
الفكرة من كتاب القيادة للجميع: كيف تطبق المهارات السبع الأساسية لتصبح قائدًا ومحفزًا ومؤثرًا
تُهيئ لنا تفاعلاتنا اليومية مع الآخرين -سواء كانت في البيت أم العمل أم الشارع- فرصًا جيدة لممارسة مهارة القيادة، لكن قليلًا من الأشخاص من يستفيد من هذه التفاعلات اليومية لتقوية مهارة القيادة لديه.
ولحسن الحظ فإن القيادة مهارة يستطيع أي شخص أن يتقنها، وذلك إذا استطاع تعلم أهم أسس ممارستها، وطبَّق هذه الأسس في أثناء تفاعله مع الآخرين.
يحتوي هذا الكتاب على الأسس الرئيسة التي تبنى عليها ممارسة مهارة القيادة، والتي تؤهل أي شخص ليصبح قائدًا في محيط البيئة التي يعيش فيها، أو العمل الذي يعمل به إذا تمكن من تطبيق هذه الأسس في أثناء تفاعله مع الآخرين.
مؤلف كتاب القيادة للجميع: كيف تطبق المهارات السبع الأساسية لتصبح قائدًا ومحفزًا ومؤثرًا
بيتر ج. دين: رئيس قسم ألفريد جرانوم للعلوم الإدارية بالكلية الأمريكية، قدّم عديدًا من البحوث، وحصل على عديد من الجوائز في الإدارة والقيادة، وعمل استشاريًّا لصالح عدد من الشركات، من أبرزها شركة روكويل، وشركة جونسون آند جونسون، وشركة موتورولا، وشركة سبرينت.
معلومات عن المترجم:
وليد شحادة: من أبرز الكتب الأخرى التي ترجمها:
كتاب “ثروة الأمم” لمؤلفه آدم سميث.
كتاب “إدارة المشاريع” تأليف كلية هارفارد لإدارة الأعمال.