الاستقلالية بين التوسُّع والانضباط
الاستقلالية بين التوسُّع والانضباط
يرغب الجميع في الحصول على حيِّز من الاستقلالية، ما يمكنه من اتخاذ القرارات بحرية أكثر، ولكن الاستقلالية سلاح ذو حدين في حالة توظيفها بشكل خاطئ أو استخدامها في تضييق الخناق على الآخرين، غير أن الفشل في التحكُّم فيها كفيل بإثارة عدد لا بأس به من الانفعالات السلبية المؤثرة بشكل عكسي في سير عملية التفاوض، ولذا يُنصَح بعدم التصادم مع استقلالية الآخرين حتى لا تقطع حبال الثقة بيننا وبينهم والتأثير سلبًا في إيماننا الحقيقي بقدرتنا على التأثير فيهم أو التغيير، وذلك من خلال الخروج عن مناهج التفكير التقليدي، والتحرُّر من المقولات التي من شأنها تضييق حدود سلطاتك في سبيل توليد أفكار وإمكانيات جديدة تحميك وشريكك من التمسُّك بأنصاف القرارات الضعيفة، وهذا قائم بالأساس على اعتمادك توسيع دوائر الأفكار المشتركة بينك وبين الشريك، والعمل مع الطرف الآخر على اكتشاف اختيارات مختلفة وتنقيتها.
وعلى الرغم من أهمية العمل على اكتشاف الاختيارات فلا بد من التنويه على التوسُّط في هذا الباب، إذ يشكِّل تزاحم الاختيارات وتكدُّسها حالة من الارتباك المحبط المشتِّت للجهود، ويوهم بامتلاك السلطة المطلقة التي تجعلنا في كثير من الأحيان نجازف بالتعدِّي على استقلالية الآخرين، ذلك بسبب أن التعدِّي على استقلالية الآخرين لا يخدمنا بقدر ما يضعنا في مواجهة عنيفة مع موجات من المقت والغضب الكفيلة بتدمير عملية التفاوض من أساسها، وهذا ما أكَّده المؤلف في قوله: “إن تجنُّب التعدِّي على استقلالية الشخص الآخر، يمكنك من التشاور قبل اتخاذ القرار، فباحترام استقلالية الناس، يمكنك إثارة انفعالات إيجابية داخلهم وداخلك لإيجاد حلول من أجل تحقيق فائدة متبادلة”.
الفكرة من كتاب بعيدًا عن العقل استخدام الانفعالات أثناء التفاوض
نمارس التفاوض في حياتنا بشكل دوري سواء أدركنا ذلك أو لم ندرك، ويتدخَّل في تحديد مآلات هذه المفاوضات بشكل مباشر أو غير مباشر جزءًا كبيرًا من انفعالاتنا، حيث لا يمكن للإنسان أن ينفصل عن انفعالاته أو عن أفكاره.
والتحدِّي الأكبر يقع في استخدام هذه الانفعالات في إدراة معاملاتنا للتفاوض بشكل صحيح، وهذا تمامًا ما يناقشه هذا الكتاب، إذ يقدِّم مجموعة كبيرة من الأفكار التي تعين على التحكُّم في الانفعالات السلبية، وتوظيفها في قالب إيجابي، للوصول بتفاوضاتك اليومية إلى بر الأمان.
مؤلف كتاب بعيدًا عن العقل استخدام الانفعالات أثناء التفاوض
روجر دي فيشر: أستاذ القانون في جامعة صموئيل ويلسون بكلية الحقوق، ومدير مشروع التفاوض في جامعة هارفارد.
دانييل شابيرو : طبيب نفسي وخبير بالبعد الانفعالي في المفاوضات.
معلومات عن المترجم:
إبراهيم محمد إبراهيم: مترجم، ومن الأعمال التي ترجمها: كتاب “عالم تسكنه الشياطين.. الفكر العلمي في مواجهة الدجل والخرافة” لكارل ساجان، و”مغامرات شرلوك هولمز” لآرثر كونان دويل، و”الصرخة الصامتة” لكنزابورو أوي.