الاستقامة رحلة حياة
الاستقامة رحلة حياة
يقرِّر الإسلام بشكل واضح لا ريب فيه أن الهداية والاستقامة لا يتحقَّقان بمجرد المعرفة الصحيحة، وأن المعرفة الصحيحة وحدها غير كافية، فالمسألة محكومة بعوامل كثيرة متعدِّدة تعين على تحقيق المراد.
ومن هذه الأمور المعينة في رحلة الاستقامة الطويلة التخلُّص من موانع الهداية كالظلم والتكبُّر والسعي في الأرض فسادًا والترفُّع على الناس والتهاون في أوامر الله تعالى وأوامر نبيه (صلى الله عليه وسلم)، وتراكم الذنوب وتأجيل التوبة والتسويف والأماني المؤجلة بالعودة والأوبة والرجوع وإخلاف العهد مع الله ورد الحق بعد التبيان والاستكانة للهوى والشهوات كل هذه موانع تصدُّ عن سبيل الحق والثبات.
وموانع الهداية كثيرة والإحاطة بها علمًا لاجتنابها من أوجب الواجبات على المسلم والمسلمة، وهذا هو حذيفة بن اليمان (رضي الله عنه) يقول: “كانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسولَ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ) عَنِ الخَيْرِ، وكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي”.
غير أن مفاتيح الهداية والثبات كثيرة أيضًا، فالتعلق بالله والاعتصام به (عز وجل) مفتاح، وتحقيق توحيده في القلب والجوارح والسلوك مفتاح،والإقبال عليه مفتاح والتمسك بكلامه وتدبُّره والعمل به مفتاح،وطلب الهداية منه وصرف الدعاء إليه وحده مفتاح،وإظهار الافتقار إليه في العلم والمعرفة والفهم مفتاح،كل هذه وغيرها مفاتيح ومصابيح تضيء عتمات الطريق الموحشة وتهوِّن من وعثاء المسير، فالاستقامة رحلة مجاهدة دائمة لا تنقضي إلا بخروج الروح وارتقائها إلى بارئها.
الفكرة من كتاب إلى الجيل الصاعد
يقول الأستاذ أحمد السيد في مقدمة كتابه هذا إن السبب الذي دفعه إلى تأليف كتاب “إلى الجيل الصاعد” رسالة بلغته من بين آلاف الرسائل الواردة أثارت حفيظته وأشعلت في داخله فتيل القلق حيال هذا الجيل وما يعانيه من تبعثر حقيقي وشتات وضبابية في الرؤية، مُؤكِدًا أن الانخراط في العمل الشبابي والاقتراب منهم على أرض الواقع زاد من قناعته بأهمية هذا الموضوع وحساسيته وخصوصيته البالغة،فجاء هذا الكتاب بمثابة محاولة للكشف عن مشكلات الجيل ومبادرة لطرح رؤية منهجية معينة على رسم خريطة طريق واضحة المعالم تساعدهم على الثبات والبلوغ.
مؤلف كتاب إلى الجيل الصاعد
أحمد السيد كاتب وداعيةإسلامي، نشأ في المدينة المنورة وتلقَّى العلم الشرعي فيها على صغره حتى أنه حفظ القرآن الكريم وبعض المتون العلمية وهو لم يتجاوز المرحلة المتوسطة بعد، وحفظ في المرحلة الثانوية صحيح البخاري ومسلم وزيادات الكتب الثمانية لينتقل بعدها إلى الدراسة الجامعية في القصيم بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وكان له حضور مكثَّف في القصيم لمجالس العلم عند عدد كبير من المشايخ والعلماء.
اهتم بعلم الحديث والقضايا الفكرية اهتمامًا خاصًّا، وله في هذا المجال مؤلفات عدة وبرامج ومبادرات كثيرة.
ومن أهم مؤلفاته:
سابغات.
كامل الصورة.
تثبيت حجية السنة ونقض أصول المنكرين.
محاسن الإسلام.