الاستعانة بالله
الاستعانة بالله
تحفل الكُتب التربويَّة الغربية بكثير من المناهج والأساليب للتربية والنشأة، إلا أن أهم الأساليب التي تفقدها تلك المناهج؛ الدعاء.
وقد تميَّزت صحبة عبدالله بن عبَّاس (رضي الله عنه) بمواقف عدَّة مع رسول الله (صلى الله عليه وسلَّم) كان يدعو فيها له.
وقد كان دعاء النبي (صلى الله عليه وسلَّم) لابن عبَّاس (رضي الله عنه) على نوعين:
الأول: ما كان لسبب وحادث، مثل المواقف التي ذُكرت حين دعا له النبي (صلى الله عليه وسلَّم): “اللهم فقِّهه في الدين” حين وضع له الوضوء، أو حين دعا له (صلى الله عليه وسلَّم) بأن يزيده فهمًا وعلمًا حينما أتى معه في الصلاة.
أما النوع الثاني: ما كان دون سبب أو حادثة، فيقول ابن عبَّاس (رضي الله عنه): “ضمَّني رسول الله (صلى الله عليه وسلَّم) إلى صدره، وقال”اللهم علِّمه الحكمة”، وفي موقف آخر دعا النبي (صلى الله عليه وسلَّم) “اللهم علِّمه الكتاب”، وقال (رضي الله عنه): “مسح النبي (صلى الله عليه وسلَّم) ودعا لي بالحكمة”، وقد دعا أيضًا النبي (صلى الله عليه وسلَّم): “اللهم اغفر للعباس وولده مغفرة ظاهرة وباطنة لا تُغادر ذنبًا، اللهم احفظه في ولده”.
فبالدعاء يصلح الله (عز وجل) المُتعلِّم ويوجهه لما هو خير له، وفي إظهار الدعاء أمام المتعلِّم فائدة أخرى؛ حيث يدرك أن توفيقه لا يكون بقوة من عنده، وإنما هو من فضل الله (عز وجل)، وفي هذا الشعور كبح للشعور بالغرور، وإظهار الضعف لله (عز وجل)، ومما لا شك فيه أنه مع الدعاء لا بد من الأخذ بالأسباب.
الفكرة من كتاب هكذا ربَّى النبي (صلى الله عليه وسلَّم) ابن عبَّاس (رضي الله عنهما)
من منا لا يعلم كُنية الصحابي الجليل عبدالله بن عبَّاس (رضي الله عنه)؟ فهو حَبر هذه الأمَّة وترجمان القُرآن، وكان (رضي الله عنه) مُكثرًا من أحاديث رسول الله (صلى الله عليه وسلَّم)، فكان له شأن كبير في العِلم والفقه والتفسير، إلا أن القليل منَّا يعلم أن عبدالله بن عبَّاس (رضي الله عنه) خالط النبي (صلى الله عليه وسلَّم) عامين فقط! فقد توفِّي النبي (صلى الله عليه وسلَّم)، وكان ابن عباس عمره ثلاثة أو أربعة عشر عامًا، فما السر في هذا الفضل العظيم والعلم الغزير مع قصر مُدَّة المخالطة؟
إنها تربية النبي (صلى الله عليه وسلَّم) تربية جامعة، تُقيم الرجال وتؤسِّسهم، ويظل غراسها في القلوب إلى يوم الدين.
في هذا الكتاب جمع لنا الكاتب المواقف الجامعة لرسول الله (صلى الله عليه وسلَّم) وابن عبَّاس (رضي الله عنه) مُحللًا أثرها التربوي ودورها في تكوين النفس السويَّة العزيزة.
مؤلف كتاب هكذا ربَّى النبي (صلى الله عليه وسلَّم) ابن عبَّاس (رضي الله عنهما)
سليمان بن أحمد السويد: تربوي سعودي الجنسية، عمل معلمًا ثم مُشرفًا تربويًّا للصفوف الأولية بأحد قطاعات المملكة.
من مؤلفاته:
الأربعون التعليمية من حديث معلِّم البشريَّة (صلى الله عليه وسلَّم).