الاستراتيجيات التسويقية
الاستراتيجيات التسويقية
ليس هناك تعريف شامل للاستراتيجية، إذ إنها تختلف باختلاف المجال الذي وضعت له، ومن ثمَّ اختلف العلماء في تعريفها وفقًا لتجاربهم ومنهجياتهم، وبناءً على ذلك فإن التعريف العام للاستراتيجية هو أنها “اختيار يُلزم المؤسسة على المدى الطويل بأن تأخذ بعين الاعتبار معطيات السوق والمؤسسة”، أما الاستراتيجية التسويقية “فهي مجموع الرؤى والخطط التي يرسم حدودها صانعو القرارات في المؤسسة على المدى القصير والبعيد، من أجل تحديد احتياجات المؤسسة وزيادة الحصة السوقية من خلال معطيات السوق والبيئة المحيطة”، وكان أول من وضع مفهوم الاستراتيجيات لإدارة الأعمال “مدرسة هارفارد للأعمال”، من خلال المادة الإدارية التي قدمتها في الخمسينيات من القرن الماضي والتي ركزت على تعظيم الربح من خلال بيع منتجات كثيرة في أسواق متعددة، ومن ثمَّ كانت نقطة انطلاق التفكير الاستراتيجي، ثم ظهرت بعد ذلك “مدرسة التخطيط الاستراتيجي” التي تميزت بالتحليل الاستراتيجي مستخدمة في ذلك مجموعة من الأدوات والتقنيات التحليلية والتخطيطية.
وفي أزمة عام 1974 بعد انهيار المؤسسات الكبرى، اعتبر البعض التخطيط الاستراتيجي مضيعة للوقت والمال، وغير ذي جدوى، لأن المؤسسات اليابانية سيطرت على الأسواق رغم أنها لم تعتمد على التخطيط الاستراتيجي، ومن ثمَّ طوروا مفهومًا جديدًا هو مفهوم “التسيير الاستراتيجي التسويقي” الذي يعتمد على تطور تبادل السلع والخدمات وزيادة الاستثمارات في الخارج، وزيادة تدفق رأس المال الدولي، وعولمة الأسواق، ثم تطور الفكر الاستراتيجي بعد سقوط جدار برلين في التسعينيات وانتشار العولمة، ما أدى إلى تسارع السوق وتعقيده، فظهر مفهوم جديد هو “الرؤية التسويقية” التي تشير إلى امتناع المؤسسة عن وضع أي خطة قبل أن تحدد رؤيتها المستقبلية، ونتيجة لذلك ابتكرت اليقظة المعرفية التي تشمل نقل الابتكار وإثراء الوعي الجمعي للجماعة للمساعدة في اتخاذ القرار اللازم في الوقت المناسب.
وبناءً على ذلك، فإن للاستراتيجية التسويقية خصائص وأهدافًا، فمن خصائصها: “الشمولية” وهي التزام الاستراتيجية بجميع جوانب المؤسسة من موارد وإمكانيات وتحديد كيفية تطويرها وحدود القدرة التنافسية، وأنها “موجهة إلى نظام مفتوح” فالمؤسسة تؤثر وتتأثر وعلى الاستراتيجية خلق التكامل بين وحدات نظام المؤسسة وأجزائه، و”القرارات” فيجب أن تترجم الاستراتيجية التسويقية إلى قرارات، إلى جانب “إلزامية الوقت” و”الوضوح والإقناع”، و”أن تكون مرنة” أي قابلة للتعديل متى لزم ذلك، وتوجد ثلاثة أنواع رئيسة للاستراتيجيات التسويقية الهجومية، وهي: الهجوم من المركز هجومًا مباشرًا بتعبئة جميع موارد المؤسسة بدءًا من التسويق إلى الإنتاج، وتكتيك الكمَّاشة الذي يتم عن طريق تقديم منتجات مشابهة للمنتج المستهدف والحصول على جزء من حصة المنافس السوقية، والهجوم من الجناحين وهو الهجوم على المنافس في الخفاء وبعيدًا عن الأنظار.
الفكرة من كتاب التسويق في عصر الاضطراب… رؤى وتحديات
يُبين الكاتب في هذا الكتاب أننا نعيش في عصر مضطرب تتغير فيه احتياجات الناس ورغباتهم بسرعة كبيرة، ما يُلقي حملًا ثقيلًا على الشركات والمؤسسات، وحملًا أكبر على مديري التسويق في ظل المنافسة الشرسة بين الشركات، ومن ثمَّ تقع على مديري التسويق مسؤولية التكيف مع المتغيرات، إلى جانب القدرة على خلق الفرص، من بين الفوضى العارمة التي نحياها، واستغلالها.
مؤلف كتاب التسويق في عصر الاضطراب… رؤى وتحديات
أحمد مرسي أحمد إبراهيم: هو كاتب ومؤلف مصري، من مؤلفاته:
آليات التسويق في الألفية الجديدة.
التسويق في عصر الاضطراب.