الارتباط الروحي
الارتباط الروحي
يعدُّ البعد الروحي ربما من أقوى الروابط التي تسهم في نجاح الزواج واستمراره، كأن يكون للزوجين روابط روحية مشتركة تغذِّي جسد هذا الميثاق المقدس وتبعث فيه الحرارة والروح كلما انطفأ أو ضمر.
وطرق الارتباط الروحي كثيرة ومتعددة ولا يمكن اختزالها في طريقة واحدة، فالجمال في هذا فيه سعة وتنوُّع، ما يتناسب مع مختلف الأمزجة والطباع، وإذا ما اعتبرنا أن هذا الطريق يبدأ من ارتباط الزوجين بالله وسعيهما للتقرب إليه يمكن أن يسلكا في سبيل تحقيقهما ذلك عدة مسالك تعينهما على تقوية هذا الرباط المشترك؛ ومنها ترجمة حبهما لله من خلال ممارسة الشعائر والطقوس المقرِّبة إلى الله معًا بأن يكون لديها على الأقل عبادة واحدة تجمعهما.
ولأن الطريق إلى الله موصول بممارسات مختلفة غير العبادات والطقوس يمكن للأزواج أن يقوِّيا روابطهما الروحانية بالناس ومساعدة الناس والإحسان بهم، وإقامة العلاقات الاجتماعية المبنية على الفضل وصلة الأرحام، أو عن طريق الخدمات التطوُّعية ومد يد العون للفقراء والمحتاجين بحيث يكون لهما مشروع تطوعي خيري يبذلان فيه جهودهما، وهذا ما سيعود بتأثيره الإيجابي في علاقتهما من خلال مد يد العون الواحدة إلى الآخرين؛ إذ إن الأزواج الذين يسلكون هذا الطريق يشعرون أنهم أقرب إلى الله كلما زادت أعمالهم التي تعود بالنفع على كل مكان يحلون وينزلون فيه، كأعمال الخير البسيطة من غرس وشجرة مثمرة أو إماطة أذى، مستحضرين مبدأ الشكر والامتنان لكل النعم والخيرات التي أحاطهم الله بها على شكل ماديات أو في هيئة بشر أو منح، أو في استذكار ما هما عليه من هذا الرابط الروحي المقدس وما يشعران به من وحدة الغاية والمصير.
الفكرة من كتاب أحبك أكثر
ليس هناك حياة زوجية تخلو من المشكلات، والحياة بصفة عامة تعرِّضنا للأزمات التي تختبر علاقتنا الزوجية كل يوم، إذ يحمل مشروع الزواج على عاتقه حلم تحقيق الطمأنينة المشتركة والسعادة الجماعية ويطمح في تحقيق الشراكة وتحمل العبء والتفكير والتضحية من أجل الآخر.
وبما أن المشكلات والامتحانات اليومية واقع لا بد منه فإن هذا الكتاب يحاول تحويل هذه المشكلات إلى أرضية جديدة ومشتركة تسعى لتعميق العلاقة بين الزوجين وتقريب المسافات وسد الفجوات التي قد تحدثها رتابة الحياة وروتينها الممل فيما بينهما، أملًا في دفع كل زوج باتجاه الآخر ليعبِّر له عن محبته كل يوم بالفعل والقول والاحتواء رغمًا عن كل الأزمات والظروف أكثر وأكثر.
مؤلف كتاب أحبك أكثر
الدكتور “لايس باروت” وزوجته الدكتورة “ليزلي باروت” باحثان في مجالات تطوير العلاقات الزوجية وصاحب المؤلفات الأكثر مبيعًا، وقد حصل على الدكتوراه في علم النفس من جامعة نورث ويست، ومؤسس معهد باروت للعلاقات الصحية في جامعة أوليفيت نازاري.
أسس وهو وزوجته الدكتورة ليزلي باروت مركز تنمية العلاقات في جامعة سياتل باسيفيك، كما حصلا على عدد لا بأس به من الجوائز بعد إصدار كتابهما “أحبك أكثر”.