الاختراعات والحيرة
الاختراعات والحيرة
يُعرِّف المؤلف مواقع التواصل الاجتماعي بأنها شبكات إلكترونية، يستطيع المستخدم من خلالها إنشاء صفحة خاصة للتواصل مع الآخرين والتعرُّف إليهم وتبادل الآراء والمعلومات والاستفادة منهم. واليوم أصبح الهاتف الذكي إحدى أهم وسائل التواصل بسبب توافره في معظم الأوقات، حتى صار أساسيًّا في حياتنا، ومن العجيب أن امتلاك الفرد هاتفًا ذكيًّا ليس له أي علاقة بدخل الأسرة أو مستواها الاجتماعي؛ فقد أصبح من الضرورات التي لا غنى عنها.
وهناك مغريات كثيرة للأطفال بوسائل التواصل لدرجة اصطحابهم إياها باستمرار في كل مكان، ومن أهمها انشغال الأسرة كلها بالهواتف طوال الوقت، ما يدفع الطفل إلى تقليدهم لأنه يتشوَّق إلى أن يصبح مثلهم في أسرع وقت، وتوفِّر أدوات التواصل حاجة الطفل الفطرية إلى الاستقرار واتخاذ القرارات والتحكم في حياته، إلى جانب توافر عدد من التصاميم الخارقة والأشياء الرائعة المسلية، مما لا يجدونه في الواقع، وكذلك توافر الألعاب الإلكترونية، والانشغال بأي عوامل جذب دون النظر إلى مدى نفعها أو ضررها، مما لا توفره الحياة الواقعية.
وقد أصبح الجميع اليوم في حيرة بشأن القواعد التي يجب اتباعها لترشيد استخدام الأبناء لهذه المواقع وما يسمعونه ويشاهدونه عمومًا؛ وذلك بسبب غموض المستقبل؛ وقصور خيال البشر نتيجة كثرة المنتجات السمعية والبصرية والتطور السريع، وكذلك نتيجة علاقة البشر التفاعلية مع مواقع التواصل التي أصبحت تؤثر في الأذواق والآراء والمعايير، فما نحبه اليوم قد نكرهه غدًا؛ ولهذا من المهم جدًّا عدم تجمُّد الأسرة على قواعد محددة في التعامل مع الإنترنت، بل يجب متابعة الجديد، وتوعية الأطفال المستمرة ومراقبة الآثار السلبية للتجديدات التقنية، إذ إن التقنية والاقتصاد كثيرًا ما يكونان ضد الثقافة، ولا تستهدف هذه التقنيات عقائد معينة أو ثقافة معينة، بل إن اهتمامها الأساسي هو الربح المادي، ولكن من المهم أن يلاحظ الوالدان ما يشاهده أطفالهما ويسمعونه، لأن الضرر سيحدث سواء كانت الثقافة مستهدفة أم لا.
الفكرة من كتاب أولادنا ووسائل التواصل الاجتماعي
نظرًا إلى ما تعانيه الأسر من الحيرة في كيفية التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية في ظل ما تمنحه هذه التقنيات من فوائد، وما تخلفه أيضًا من مخاطر، وإدراك الجميع بأنهم غير مخيَّرين بين إبقاء هذه التقنيات في المنزل، وإخراجها منه، فقد أصبحت تلك الوسائل جزءًا لا يتجزأ من حياة الفرد، ويتناول هذا الكتاب ظاهرة مواقع التواصل الاجتماعي وما يترتب عليها من تأثيرات سلبية وإيجابية، ويضع بعض الحلول الممكنة لمعالجة هذه المشكلة.
مؤلف كتاب أولادنا ووسائل التواصل الاجتماعي
عبد الكريم بن محمد الحسن بكَّار: كاتب سوري وأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود، ويعدُّ أحد المؤلفين البارزين في مجالات التربية والفكر الإسلامي، وقد حصل على البكالوريوس من كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر الشريف بالقاهرة، وعلى الماجستير والدكتوراه من الكلية نفسها.
ألَّف العديد من الكتب، منها: المراهق وطفل يقرأ والقواعد العشر وتكوين المفكر.