الاختبار الذاتي
الاختبار الذاتي
أجرى عالما النفس “جيفري كاربيك | Jeffrey Karpicke” و”جانيل بلانت | Janelle Blunt” دراسة على مجموعة من الطلاب لاكتشاف استراتيجية التعلم التي تُمكن الطلاب من تحصيل أكبر قدر من المعلومات، فقسموا الطلاب أربع مجموعات وطُلب من كل مجموعة اتباع استراتيجية دراسة مختلفة، فراجعت مجموعةٌ مرة واحدة، وأخرى راجعت أكثر من مرة، والمجموعة الثالثة اتبعت أسلوب الاستذكار الحر، والأخيرة اتبعت أسلوب جمع المفاهيم، وبعد الانتهاء طُلب من الطلاب توقع النتائج وأي أسلوب سيكون له الأثر الأكبر في جعلهم يجتازون الاختبار، وبالطبع جاء الاختيار أن أسلوب المراجعة أكثر من مرة هو الأكثر فاعلية
بينما أسلوب الاستذكار الحر سيجعل أصحابه يحصدون أسوأ النتائج، لكن على عكس المتوقع فإن الطلاب الذين اتبعوا أسلوب الاستذكار الحر حصدوا أعلى النتائج، وهذا يقودنا إلى معرفة المبدأ الخامس من أسلوب التعلم الفائق وهو “استعادة المعلومات واختبار الذات”، أو كما نسميه هنا الاستذكار الحر، وهو محاولة استعادة المعلومات من الذاكرة بدلًا من المراجعة السلبية بتكرار المعلومات. وافتراض أن المراجعة السلبية تحقق نتائج أفضل من الاستذكار الحر يرجع إلى أحد السببين: الأول أننا نشعر بالتعلم حين نقرأ المعلومات وليس حين تذكرها، والسبب الآخر أننا لا نشعر بالكفاءة المناسبة لاختبار أنفسنا، ومحاولة التخلص من هذه المشاعر والانتقال إلى اتباع أسلوب استعادة المعلومات يُعد مكسبًا على المَدَيَين القريب والبعيد
فقد لاحظ الباحثون أن استعادة المعلومات لا تُساعد على تحسين ما تعلمته فقط، بل تُسهل تعلم معلومات جديدة، وتوجد عدة طرائق لتطبيق استعادة المعلومات كتقنية “بطاقات الذاكرة” التي تعتمد عليها أنظمة التكرار المُتباعد، وتقنية “طرح الأسئلة والإشارة إلى موضعها في الكتاب”، بالإضافة إلى تقنية “التعلم من كتاب مُغلق” التي تعتمد على منع نفسك من اللجوء إلى مصدر المعلومة بشكل مباشر، وبدلًا من ذلك تعتمد على المعارف المخزونة في ذاكرتك، وأخيرًا لجعل عملية استعادة المعلومات فعالة علينا التأكد من أن الإجابة المُستوحاة من الذهن صحيحة، وهذا يقودنا إلى مبدأ “التعقيب” على ما نفعله واكتشاف مواضع القصور والخطأ والتعلم منها، والتعقيب ثلاثة أنواع: “التعقيب على النتائج” وهو تقييم أدائك بشكل مجمل على هيئة درجات، و”التعقيب الإعلامي” الذي يشير إلى مواضع الخطأ دون ذكر كيفية تصحيحه، وأخيرًا “التعقيب التصحيحي” الذي يُعد أفضل أنواع التعقيب، إذ يتضمن وجود خبير أو مُرشد يستطيع تحديد أخطائك وتصحيحها نيابة عنك.
الفكرة من كتاب التعلم الفائق: أتقن المهارات المهنية – تفوق في المنافسة – سارع إلى تحقيق الإنجازات
حينما نستمع لقصة شخص تعلم أربع لغات في عام، نظنه ذا مهارات وقدرات استثنائية، لكن الكاتب يقول لنا إن هذا الشخص وغيره من الأشخاص الذين نراهم استثنائيين هم في الواقع متعلمون فائقون، اتبعوا مجموعة من المبادئ خلال رحلة تعلمهم مكنتهم من تحقيق هذه الإنجازات، ويمكن لأي شخص السَّير على نهجهم وتحقيق أهدافه الشخصية والمهنية التي يحلم بها.
مؤلف كتاب التعلم الفائق: أتقن المهارات المهنية – تفوق في المنافسة – سارع إلى تحقيق الإنجازات
سكوت هـ. يونج: كاتب مهتم بالتدوين عن الموضوعات الخاصة بالتعلم وزيادة الإنتاجية منذ عام 2006م، عُرف بتوثيق تحدياته الخاصة بالتعلم الفائق، منها: دراسته المواد الخاصة بعلوم الكمبيوتر في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في عام واحد بدلًا من أربعة أعوام، واجتياز جميع الاختبارات وتسليم المشاريع البرمجية، وتعلمه أربع لغات خلال عام، وأخيرًا تعلمه رسم الصور الشخصية خلال ثلاثين يومًا.
من مؤلفاته:
Learn More, Study Less
Holistic Learning: How to Study Better, Understand More and Actually ‘Get’ What You Want to Learn