الاختبارات والمقاييس النفسية
الاختبارات والمقاييس النفسية
الاختبارات والمقاييس النفسية من الأدوات البارزة في التشخيص وتحديد العلاج المناسب، ولكن شدة الاعتماد عليها دون مراعاة للشروط السيكومترية التي تحكم استخدامها حدا بالكثير إلى التشكيك في فاعليتها، ومن أهم المقاييس المستخدمة مقياس وكسلر الذكاء الراشدين، واختبار بندر جشتالت للتآزر البصري الحركي، واختبار ماكوفر لرسم الشخصية واختبار مينسوتا لتعدد الأوجه وقائمة إدوارد للتفضيل الشخصي واختبار تفهُّم الموضوع للأطفال، وتستخدم نصف المستشفيات نحو ١٣ اختبارًا، ينتقي المعالج النفسي ما يناسب أهدافه، فيستخدم اختبارات الذكاء كمقياس وكسلر ستانفورد بينيه لتقييم الوظائف العقلية، ويستخدم اختبار بندر جشتالت واختبار تذكر الأشكال في تحديد مصدر الذهان؛ هل عضوي أم وظيفي.
يُعدُّ المقياس الذي وضعه ديفيد وكسلر للذكاء من أشهر الأدوات استعمالًا في الميدان الإكلينيكي، وتُرجم إلى العربية عام ١٩٥٦، وعُدِّل عام ١٩٨١ ليناسب البيئة المصرية، ويتكوَّن من جزئين: لفظي وأدائي، فاللفظي ستة فروع: المعلومات عامة، الفهم العام، الاستدلال الحسابي، إعادة الأرقام، المشابهات، المفردات؛ والأدائي أو العملي خمسة فروع: ترتيب الصور وتكميلها وتجميع الأشياء، ورسوم المكعبات ورموز الأرقام، وأظهرت الدراسات درجة صدق عالية للمقياس حيث يعطي ثلاث نسب للذكاء: ذكاءً لفظيًّا وذكاءً أدائيًّا وذكاءً كليًّا يتمثَّل في متوسط النسبتين، ويصنِّف الناس حسب نسبة الذكاء بالترتيب إلى: ناقص العقل، على حدود التخلف، عادي – بليد، متوسط، عادي – لامع، ممتاز، ممتاز جدًّا، ويستخدم كذلك لتمييز بعض الاضطرابات العقلية، حيث يرى وكسلر أن وجود فرق أكبر من ١٥ درجة بين نسبتي الذكاء اللفظي والأدائي يُعد علامة تشخيصية مهمة؛ فإذا زادت نسبة الذكاء اللفظي بمقدار ٢٥ يعني احتمالية وجود اضطراب عقلي لتلف في الفص الأيمن من الدماغ، وزيادة نسبة الذكاء العملي دلالة على ذُهان عضوي لتلف في الفص الأيسر من الدماغ، كما يساعد توزيع الدرجات بين الفروع على معرفة درجة التشتُّت وسمات الشخصية، ولكن لا ينبغي الحكم من خلال نتائج مقياس واحد فقط.
الفكرة من كتاب علم النفس الإكلينيكي في ميدان الطب النفسي
ظلَّ دور علم النفس الإكلينيكي محصورًا في الفحص والتشخيص منذ أن أطلق “ويتمر” مفهومه لأول مرة عام ١٨٩٦ واصفًا مجموعة الإجراءات التشخيصية للتخلُّف العقلي عند الأطفال، ولكن بعد نهاية الحرب العالمية الثانية دخل ذلك التخصُّص بقوة في تقديم الاستشارة والنصح ومباشرة العلاج النفسي لطائفة متنوعة من الأمراض النفسية والعقلية، فضلًا عن دوره الواسع في مجال الأبحاث المتعلقة بتحسين أساليب العلاج والتفريقات التشخيصية، بل واتسعت مجالاته المهنية تدريجيًّا من التعامل مع فرد واحد مضطرب إلى التعامل مع أنواع من الجماعات كالعائلات وطلاب المدارس والمساجين للتخلص مـن الأنمـاط السيئة في التفاعل والمشكلات الاجتماعية أو طلب الإرشاد للتعامل الأمثل مع الواقع وأحداث الحياة.
مؤلف كتاب علم النفس الإكلينيكي في ميدان الطب النفسي
الدكتور عبد الستار إبراهيم: هو أستاذ متخصص في علم النفس الإكلينيكي ورئيس قسم الطب النفسي بكلية الطب بجامعة الملك فيصل، واستشاري الصحة النفسية بمستشفى الملك فهد، وعضو في جمعية الصحة العقلية التابعة لمنظمة الصحة الدولية وجمعية الصحة النفسية الأمريكية، وحصل على العديد من الجوائز العلمية، وله نحو مائة بحث ومقالة باللغتين العربية والإنجليزية في مجالي علم النفس والطب النفسي، فضلًا عن عدد من المؤلفات، ومنها:
– الإنسان وعلم النفس.
– القلق قيود من الوهم.
– السعادة في عالم مشحون بالتوتر وضغوط الحياة.
الدكتور عبد الله عسكر: أستاذ ورئيس قسم علم النفس بكلية الآداب جامعة الزقازيق، عمل استشاريًّا للصحة النفسية بالمملكة العربية السعودية حتى ١٩٩٦، وهو عضو جمعية علم النفس المصرية بالقاهرة، وعضو الجمعية الإسلامية العالمية للصحة النفسية بالقاهرة، وله العديد من الندوات والمؤتمرات والأبحاث في مجالي علم النفس والصحة النفسية، وله مؤلفات منها:
– علم النفس الفسيولوجي.
– مدخل إلى التحليل النفسي اللاكاني.
– الإدمان بين التشخيص والعلاج والوقاية.