الاختبار
الاختبار
تبدأ مرحلةُ الاختبارِ بتقسيمِ الفكرةِ إلى أجزاء أصغر تُمثِّل فرضيَّاتٍ، وهذه الفرضيَّات تتناول ثلاثةَ أنواعٍ من المخاطرِ، بَدءًا من مخاطرِ الجاذبيةِ، أي اهتمام عددٍ قليلٍ من العملاءِ بالفكرةِ أو عدم قدرةِ الشركة على الوصولِ إلى العملاء، مرورًا بمخاطر الإمكانية، أي عدم القدرةِ على التنفيذ بسبب عدم توافر المواردِ أو القدراتِ اللازمةِ لأداء الأنشطةِ المطلوبة أو الشركاتِ الرئيسة، انتهاءً بمخاطر الجدوى أي عدم القدرةِ على إدارةِ التكاليف أو توليدِ إيراداتٍ كافيةٍ.
بعد توضيحِ الفرضيَّاتِ من حيث الجاذبية والإمكانية والجدوى، تُدَوَّن على أوراقِ ملاحظةٍ لاصقةٍ منفردةٍ مع الحرص على استخدامِ ألوانٍ مختلفةٍ للفرضيَّاتِ الخاصةِ بالجاذبيةِ والإمكانيةِ والجدوى، ثُمَّ تُرَتَّب من حيث الأهمية والأدلة باستخدام التمثيلِ البياني، إذ تُوَزَّع الفرضيَّات على المحورِ السيني بمقدار ما يتوافر من أدلةٍ، وعلى المحورِ الصادي بمقدار مدى أهميتِها، في النهاية نحصل على الفرضيَّاتِ المهمةِ ذات الأدلةِ القليلةِ في الربعِ العلوي الأيمن من التمثيلِ البياني.
وهكذا تُحدَّد الفرضيَّاتِ ذات الأولويةِ، لتبدأ خُطوةُ إجراءِ الاختبارِ، وفي هذه الخُطوة يُفضَّل استخدام عددٍ من التجارِب لإثباتِ الفرضية الواحدة أو دحضها، وإعداد بطاقةٍ منفصلةٍ لكل تجرِبة، إذ تتكون البطاقة الواحدة من عِدَّةِ وَحداتٍ: وَحدة خاصة بالفرضية، ووَحدة خاصة بوصف التجرِبة، ووَحدة تشمل البيانات التي سوف تُقَاس، وآخر وَحدةٍ تضم معاييرَ النجاحِ.
ومن خلال إجراء التجرِبةِ، نحصل على أدلةٍ، وتختلف هذه الأدلة في قوتها، فالأدلة الناتجة عن تجارِب تعتمد على الآراءِ (أي ما يقوله الناس) ستعد البيئة المختبرية وتسجيل الدخول فيها أسئلةً ضعيفةً، بينما في التجارِب التي تعتمد على الحقائقِ (أي ما يفعله الناس) ومراقبةِ العملاء دون إدراكهم للاختبار، والشراءِ المُسبق للمنتج تُعد أدلةً قويةً.
ونحصل على أفكار ثاقبة من خلال دراسةِ هذه الأدلة، واستخدام بطاقةِ التعلم التي تضم وَحدةً خاصة بالفرضيَّة، ووَحدةً للملاحظات، ووَحدةً للدروسِ المُستفادةِ، ووَحدةً مُنفصلةً للقرارات، فإذا أثبتت التجرِبةُ صحة الفرضية، ننتقل إلى تجربةٍ ذات دليلٍ أقوى أو إلى الفرضيَّةِ التاليةِ، وإذا ثَبتَ أن أحد العناصرِ يحتاج إلى تغيير، يُعدَّل المسار، أما إذا دَحضت الأدلةُ الفكرةَ، نتخلص منها.
الفكرة من كتاب اختبار أفكار العمل التِّجاري
“ليس كلُّ ما يلمعُ ذهبًا” ولَيْسَت كلُّ فكرةٍ تبدو رائعةً في أثناء العروض التقديمية ومنطقيةً بحَسب جداول البيانات، قَدْ آنَ الأوان لتنفيذِها، مع الأسف.. لا يُدرِك عديد من رياديي الأعمال عدم حاجةِ السوق إلى الفكرة إلا بعد ضياع الوقت والموارِد التي قد تكون غالبًا محدودة، وعلى الجانب الآخر قد تَفْقِد شركاتٌ قائمةٌ فرصة كفيلة بتغيير مسار الصناعة، لأنها تخشى اتخاذ مسارات نمو جديدة خوف الإضرار بالعلامة التِّجارية.
والحل يكمنُ في كتابنا هذا الذي يوضح كيفيَّة اختبار الأفكارِ بخطوات عمليَّةٍ بسيطةٍ، فاختبار الأفكار بدقةٍ وبالكامل، يعمل على تقليل مخاطرِ تنفيذها.
مؤلف كتاب اختبار أفكار العمل التِّجاري
أليكس أوسترفالدر: هو باحث أعمال سويسري، وكاتب ومتحدث ومستشار ورجل أعمال، حاصل على درجة الماجستير في العلوم السياسية في عام 2000 من جامعة لُوزَانْ، وعلى درجة الدكتوراه في نظم المعلومات الإدارية في عام 2004، وقد شارك في تأسيس أول شركة ناشئة له في عام 1999، وفي تأسيس شركة الاستشارات Strategyzer في عام 2010، كما شارك في تأليف عدَّة مؤلفات، منها:
الشركة التي لا تُقهر.
تصميم القيمة المُقدَّمة.
ابتكار نموذج العمل التِّجاريّ.
نموذج عملك الشخصيّ: طريقة من صفحةٍ واحدة لإعادة تطوير مهنتك.
ديفيد جيه. بلاند: مؤسس شركة precoil التي تساعد الشركات الأخرى في اختبار المنتجات والخِدْمات، يساعد دِيفِيدْ الشركات في العثور على المنتجات المناسبة للسوق والنمو باستخدام عمليات التفكير التصميمي Design thinking والأسلوب اللين Lean startup، بالإضافة إلى عملية تُدعى business model innovation، وقد عمل مع شركات عدَّة على مستوى العالم، منها شركة HP وToyota وAdobe.
معلومات عن المترجمة:
نَدَى عِصَام السَّمَان: مترجمة لدى دار نشر “جبل عمان ناشرون”، وحاصلة على درجة الماجستير في إدارة نظم المعلومات، وشهادة في تطوير فرق العمل، ومهتمة بالترجمة وكتابة المحتوى على مدونتها الشخصية، كما ترجمت عديدًا من المقالات بالإضافة إلى هذا الكتاب.