الاحتياجات النفسية وأثر عدم تسديدها
الاحتياجات النفسية وأثر عدم تسديدها
إنَّ الإنسان منذ لحظاته الأولى في الحياة لديه احتياج إلى “الحب الأساسي”، وهو احتياج مغروس فيه من قبل الله، تلبية هذا الاحتياج تُحقِّق للطفل الشعور بأنه “شخص ما”، وتُعطيه الشعور بإنسانيته ووجوده، وأنَّ له قيمة في هذا الوجود، وهذا الاحتياج في جوهره هو احتياج إلى الله.
ومن أهم ما يتمثل فيه ذلك النوع من الاحتياج الإحساس بالأمان والطمأنينة الذي يؤدي إلى الانتماء والقبول، فيتكون الإحساس بالقيمة والذات، وهذا من أهم ما يعزِّزه الوالدان لدى الطفل، فعندما يفشل الوالدان في تحقيق ذلك، فإن مشاعر الرفض والنقص تسيطر على الطفل وتجعله أكثر هشاشة وعرضة للاضطرابات النفسية.
وحينما يُفقد هذا الاحتياج الأساسي إلى الحب مبكرًا لدى الإنسان، يفقد معه إحساسه بذاته ويفقد معه الإحساس بالقيمة والوجود؛ فيشب الطفل متشكلًا بطريقة تجعله يندفع لتسديد هذا الاحتياج المفقود بشتى المحاولات التعويضية الخاطئة، فيسعى مرة لجذب الانتباه بطريقة إيجابية عن الطريق الاسترضاء، ومرة أخرى بطريقة سلبية عن طريق المشاغبة، فإذا لم يجد مراده قد يبدأ بالتمرد على الأهل والسلطة ورموزها، ويبدأ كذلك في الغيرة والتنافس.
فإذا لم يُجدِ التمرد يكون الانسحاب والانطواء، وإذا لم يُجدِ هو الآخر تحلُّ العدوانية والتخريب والانتقام ومن بعدها اللامبالاة والتبلُّد والاكتئاب كتعبير عن العجز الكامل والاستسلام التام للشعور والإحساس بعدم القدرة والقيمة. ومن الملاحظ كذلك أنَّه كلما كان الاحتياج شديدًا عميقًا في النفس، زادت شدة وكثافة السلوكيات المضطربة والمحاولات لتعويضه، فالحب الأساسي أمر مهم لتأكيد الذات وضرورة أساسية لكي يشعر الإنسان بالوجود والقيمة.
الفكرة من كتاب ذنوب الآباء ومسئولية الأبناء
يقدِّم الكاتب دراسة سيكولوجية متخصِّصة في نشأة الاضطرابات والأضرار النفسية التي تلحق بالأطفال في الصغر ويستمر تأثيرها مع أصحابها فيما بعد، وذلك نتيجة سلوك الوالدين سواء أكان بقصد أم بغير قصد.
ويستعرض ذلك من خلال فصول الكتاب بالحديث عن الذات وتشكِّل الشخصية والاحتياجات النفسية وأثر الحرمان من تسديد هذه الاحتياجات في الصغر، وكذلك الإساءات وأنواعها وأثرها في النفس.
مؤلف كتاب ذنوب الآباء ومسئولية الأبناء
مشير سمير: كاتب له العديد من المؤلفات في مجال علم النفس والوعي الذاتي، ومنها هذا الكتاب، وله كتب أخرى في نفس المجال مثل “معايير النضج النفسي”، و”مشكلة الألم”، وله العديد من الإسهامات في هذا المجال مثل ترجمته لكتاب “صوت الحب الداخلي” لهنري نويين، ومراجعته لكتاب “الأقوياء والضعفاء” لبول تورنييه.