الاحتلال الاقتصاد المصري في خدمة الدائنين
الاحتلال الاقتصاد المصري في خدمة الدائنين
يوضح المؤلف أن أول ذريعة اتخذتها بريطانيا لاحتلال مصر كانت حماية حقوق الدائنين الأوروبيين، لذا كانت السمة الأساسية للاقتصاد المصري هي النمو السريع لخدمة الدائنين، حيث شهدت مصر نموًا اقتصاديًّا يستحق الذكر في هذه الفترة، إلا أن خدمة الدين كانت تستوعب 4-5% من الدخل القومي وهو ما يمثل أقصى قدرة للاقتصاد المصري على الادخار، ولا يكاد يترك لمصر شيئًا تنفقه على النهوض بالخدمات العامة كالتعليم والصحة وتحسين جودة المرافق العامة، فضلًا عن المضي قدمًا في التنمية الصناعية.
لقد جاءت نقطة التحول الأساسية في تطور ديون مصر الخارجية خلال الحرب العالمية الثانية، إذ لم تستطع مصر فقط تسديد جميع ديونها بل تحولت من دولة مدينة لدولة دائنة بالرغم من العجز التجاري خلال سنوات الحرب، لذا مرة أخرى نلاحظ أن تحول مصر من دولة مكتفية بمواردها إلى دولة مدينة، ثم من دولة مدينة إلى دولة دائنة، لم تحكمه حاجة مصر إلى الاقتراض بقدر ما كانت تحكمه ظروف الاقتصاد العالمي في ذلك الوقت.
الفكرة من كتاب قصة الاقتصاد المصري
يناقش الدكتور جلال أمين في هذا الكتاب تطور الاقتصاد المصري على مدى القرنين الماضيين، بدايةً من حكم محمد علي وحتى نهاية حكم مبارك، فالكتاب يستعرض الحقب الزمنية مقسمة تاريخيًّا وفق ولاية الحكام، فهو يعدُّ دراسة تاريخية مع التوثيق، مما يجعل منه مرجعًا لفهم درامية الاقتصاد المصري، وما مر به من عوامل الغباء الإداري والتآمر الاقتصادي للحد من نمو دولة لها العديد من الإمكانيات الكافية لتحقيق ذاتها.
مؤلف كتاب قصة الاقتصاد المصري
جلال الدين أحمد أمين، عالم اقتصاد وأكاديمي وكاتب مصري، ولد عام 1935، وتخرج في كلية الحقوق جامعة القاهرة عام 1955. حصل على الماجستير والدكتوراه من جامعة لندن، وشغل منصب أستاذ الاقتصاد بكلية الحقوق بجامعة عين شمس، كما عمل أستاذًا زائرًا للاقتصاد في جامعة كاليفورنيا، وأستاذًا للاقتصاد بالجامعة الأمريكية بالقاهرة حتى وفاته 25 سبتمبر 2018.له العديد من الكتب والمؤلفات أكثرها شهرة «ماذا حدث للمصريين؟» والذي شرح فيه التغير الاجتماعي والثقافي في حياة المصريين خلال الفترة من 1945 إلى 1995.