الإيمان.. من الضعف إلى الصلابة والرسوخ
الإيمان.. من الضعف إلى الصلابة والرسوخ
يتعرَّض المؤمن إلى فترة يضعف فيها إيمانه بعد أن كان راسخًا ولا حرج في ذلك، فتلك الفترات ينبغي أن تكون استثنائية في حياته فيسارع في الخلاص منها لا الاستغراق فيها، وكأنما أمره كأمر القمر تأتيه سحابة -بين الحين والآخر- فتغطي جماله وطلَّته البهية وتحجب عنا النور، ثم سرعان ما تنقشع ويعود القمر إلى حالته الأولى، وهكذا حال إيمان المؤمن يعتريه سحابات عابرة فيقاومها ويعالج ضعفه ليعود كما كان وأفضل، ويعضِّد ذلك أن الإيمان يزيد وينقص؛ يزيد بالطاعات وينقص بالذنوب والعصيان، وقد دل القرآن الكريم على هذه المسألة، فمن الآيات قوله (عز وجل): ﴿لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ﴾. وقبل الحديث عن العلاج يلزم الإشارة إلى كون علاج ضعف الإيمان هو أمر داخلي يقوم الإنسان به بنفسه ولا يحتاج إلى حلول خارجية يفتضح فيها أمره أو يجاهر بما يفعل، لذا فإن كل الحلول هي مسؤولية العبد نفسه ولن ينجح فيها إلا بتوكله على الله وتوطين نفسه على المجاهدة والصبر.
أول ما نذكر من الحلول هو أهمها بلا منازع، وهو تدبُّر القرآن الكريم! ففي القرآن شفاء للمؤمنين كما أخبرت الآية، ويقول الكاتب إن القرآن الكريم فيه “توحيد ووعد ووعيد وأحكام وأخبار وقصص وآداب وأخلاق وآثارها في النفس متنوعة، وكذلك من السور ما يرهب النفس أكثر من سور أخرى”، كما يرشد إلى تدبر الأمثال القرآنية لأنها الأولى بالتدبر والانتفاع، وإن كان التدبر في الأصل لكتاب المولى (سبحانه) كاملًا، وخير الحلول بعد تدبر القرآن أن يتعرَّف المؤمن على أسماء الله (عز وجل) وصفاته العلى، ويستشعر عظمتها متعقلًا معانيها كي يتشرَّبها القلب ومن ثم تُترجم إلى العمل الصالح. وكذا من أنجح الحلول لضعف الإيمان أن يُلزم المرء نفسه بطلب العلوم الشرعية التي تنفعه ويتعرَّف بها على حقيقة الدين ولُبه بخلاف لو أنه ترك العلم الشرعي فيصير جاهلًا بمفاهيم عقائدية وإيمانية كثيرة مما يعرِّض قلبه للتلف الإيماني.
الفكرة من كتاب ظاهرة ضعف الإيمان: الأعراض – الأسباب – العلاج
يشكو كثيرون منَّا داء ضعف الإيمان والشعور بعدم تأثر القلب بالمواعظ والمشاهد التي يفترض أن يرق قلب الإنسان لها كالجنازات والابتلاءات وغير ذلك، وقد يشكو عدم تلذُّذه بالعبادات كما كان من قبل، أو أنه لا يستشعر جلال العبادة وجمالها فيؤديها كأنما كانت شيئًا على كمِّه ثم سقط! يعالج كتاب “ظاهرة ضعف الإيمان” هذه الظاهرة من خلال الحديث عن أعراضها وأسبابها وسُبل العلاج منها.
مؤلف كتاب ظاهرة ضعف الإيمان: الأعراض – الأسباب – العلاج
محمد صالح المنجد: داعية ومؤلف سوري، وُلد عام 1961م وأقام بالمملكة العربية السعودية فدرس بها حتى تخرج في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، كما درس العلوم الإسلامية على يد ثُلَّة من علماء المسلمين وشيوخهم، وشغل كذلك إمامة جامع عمر بن عبد العزيز بالخبر بالمملكة، وهو مؤسس موقع “الإسلام سؤال وجواب”، وله محاضرات وبرامج مرئية ومسموعة، إضافةً إلى تركته من كتب الدعوة والعلوم الإسلامية، ومنها:
كيف تقرأ كتابًا؟
33 سببًا للخشوع.
كيف عاملهم؟
معاني الأذكار.