الإيمان المنبع الأول للسعادة
الإيمان المنبع الأول للسعادة
الإيمان بالله (تعالى) هو المرفأ الآمن الذي يشفى المرء فيه من علاته النفسية، وهو يمنحنا السعادة من جهتين، الأولى: من جهة أنه يمنعك من الانزلاق في مستنقعات الفجور والجريمة، وهي من أخطر أسباب التعاسة والشقاء، ومن جهة أخرى أنه يعطيك أهم شرط من شروط السعادة وهو الاطمئنان، ففي بحر المشاكل والأزمات لا مرساة للنجاة سوى الإيمان، ومع الإيمان لا شيء يستحق الخوف، وكما قال تعالى: ﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾، فالمؤمن مطمئن لأقدار الله، ومهما أصابته من ابتلاءات فهو يسكن ويطمئن لأنه يعلم أن أقدار الله كلها خير كما في الحديث الشريف: “عجبًا لأمر المؤمن فإن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيرًا له”، ويخطئ من يظن أن السعادة هي في التخلُّص من الإيمان، والبحث بدل ذلك وراء الملذَّات العابرة، فما قيمة اللذة إذا أعقبتها ساعات من المعاناة؟
ثم إن الإيمان يعطيك الحب، والأمل واليقين والراحة النفسية والشعور بالقيمة، وهذه اهتزازت عظيمة تجذب مثيلاتها، وللمؤمن طريقة قوية في تحريك الاهتزازات الواهنة -هي الصلاة والدعاء، والاستسلام لمشيئته- فالصلاة التي يتلوها المؤمن عدة مرات باليوم، تمنحه من التألق الروحي ما يمنحه خبزه اليومي لحاجاته الجسمية، أما الخالون من الإيمان فلا ينفعهم شيء في هذه الحياة دونه، فالمؤمن الذي يرى الدنيا على حقيقتها، ويعلم أنها زائلة لا محالة لا يحزن على ما فاته منها، لأنه علم أنها دار انتقال من حياة زائلة إلى حياة فضلى خالدة، وإلى أن قضاءه وقدره بيد الله (سبحانه) أرحم الراحمين.
ثم إن هناك جانبًا آخر في الإيمان، لا يقل أهمية مما سبق، وإن كان ذلك مما يختصُّ الله (تعالى) به بعض المؤمنين وليس كلهم، وهو ما يلمسه المؤمن من سعادة القرب إلى الله (تعالى)، والشعور برضاه، مثلما كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يرى راحته في الصلاة حين قال لبلال (رضي الله عنه): “أرحنا بها يا بلال!”.
الفكرة من كتاب كيف تتمتَّع بحياتك وتعيش سعيدًا؟
هل السعادة تخضع للصدفة أم للإرادة؟ وهل هي منحة إلهية يولد بها البعض ويُحرَم منها آخرون؟ أم أن لها عوامل وأسبابًا، فإذا توافرت العوامل والأسباب؛ جاءت السعادة كنتيجة طبيعية لها ؟ كل هذه الأسئلة وأكثر يجيب عنها هذا الكتاب، وسوف يبثُّ بداخلك إحساسًا بالثقة والطمأنينة، بعيدًا عن الخيالات والحلول الزائفة، وسيعطيك حلولًا عملية، وسيعلمك كيف تتمتَّع بحياتك وتعيش سعيدًا.
مؤلف كتاب كيف تتمتَّع بحياتك وتعيش سعيدًا؟
هادي المدرِّسي: عالم دين شيعي عراقي، ولد في كربلاء سنة 1957م، وينحدر من أسرتين اشتهرتا بالعلم، وله سلسلة كتب كثيرة في تكوين الشخصية تحت عنوان “تعلم كيف تنجح”، ومنها: “تعلم كيف تتغلَّب على الفشل”، و”فنون النجاح”، و”مفاتيح النجاح”، و”واجه عوامل السقوط”، إضافةً إلى كتب أخرى مثل: “الصداقة والأصدقاء”، و”حوار ساخن عن الإلحاد”.