الإيمان الداخلي للطفل
الإيمان الداخلي للطفل
حتى لا نظلم طفلنا يجب ألَّا نثقل عليه بالمتطلبات والنموذج الذي نعتقد أن يكون عليه، بل نُعينه بأن يتعلَّم تدريجيًّا، ومن سُبل الإعانة أن نُكافئه على قدر نجاحه، لأن قدر المكافأة يجب أن يكون على قدر النجاح صغر أو كبر، فإن هذا أدعى إلى ترسيخ شعور “العدل” في نفس الطفل، وهذا يتوافق مع القاعدة القرآنية ﴿وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ﴾.
كما يجب أن نُهيئ أطفالنا للمُستقبل، فنُراعي الفئة العمرية والمستوى والوضع العلمي والثقافي للطفل، ونتدرَّج معه في التعليم والتربية حتى لا يشعر الطفل بالعجز وضعف الثقة، وهذا نلاحظه حتى وصية رسول الله ﷺ: “مُرُوا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عَشْر، وفرِّقوا بينهم في المضاجع”، ومن ثم يمكننا أن نسير على المنوال نفسه في باقي المسائل.
كما أن من المسائل الضرورية لتعزيز القوَّة الإيمانية والثقة في الطفل هو ألا نخيفه بالحديث عن مصاصي الدماء والغول، وغيرها من الأساطير والخيالات حتى تنمو روح المقاومة بداخله، لا الجبن والخوف، ومن تلك الوسائل الضرورية لتزويد الإيمان هو الرد على الأسئلة وإزالة الشبهات منذ البداية، فإن كبر الطفل ونمت بداخله مثل هذه الأسئلة والشبهات فإن كل شبهة أو شك في أي مسألة دينية لم يقدر على فهمها قد تتحوَّل معه إلى ثعبان يلدغ قلبه.
ويجب أن نعلم جيِّدًا أننا رغم اجتهادنا ومحاولاتنا مع أطفالنا؛ فإننا لن نقدر على تربيتهم إلا بتوفيق الله وتسديده، لذا كان الدعاء أقوى الأدوات لتربية الأبناء، وحتى لو شاهدنا الطفل ونحن ندعو الله (عز وجل)، فهذا يكون له وقع خاص في قلبه، ومن الأدوات القويَّة أيضًا القُرآن الكريم، فهو كلام الله (عز وجل)، وهو شفاء لما في الصدور.
الفكرة من كتاب من البذرة إلى الثمرة
“نحن ثمرةُ أعمالِ السابقين، والأجيالُ القادمة ستكون ثمرةَ أعمالنا، فبدلًا من أن نشكوَ الزمانَ والعصرَ الذي نعيش فيه، علينا أن ننظر إلى ما أُهْمِلنا فيه من عناصر تربويَّة فنستدركَها في أولادنا حتى نُحقِّقَ عملية انبعاثٍ قلبيةٍ وروحيةٍ وشعوريةٍ لنا ولتاريخنا وللأجيال القادمة من بعدنا”؛ بهذا المبدأ انطلق محمد فتح الله كولن في كتابه هذا ليتناول بعض المسائل المُتعلِّقة بالزواج والأسرة والتربية، فكلٌّ من الزوجين يعتمد على الآخر على نحو كبير، فأولى المسؤوليات الملقاة على عاتق ربِّ الأسرة هي اختيار رفيقة حياته، لذا كان مفهوم الزواج عنصرًا مهمًّا لا بدَّ من بناء تصوُّر صحيح عنه، ثم يجب أن يكون الأبوان على علم ومعرفة بالتربية، حتى يتمكَّنا من إنشاء جيل صاحب عقيدة قوية سويِّ النفس، وعلى قدر من الوعي والبصيرة.
مؤلف كتاب من البذرة إلى الثمرة
مُحمد فتح الله كولن: مُفكِّر إسلامي وداعية تركي، وُلِد عام 1941م في قرية كوروجك بتركيا، ونشأ في عائلة متديِّنة، فدرس في المدرسة الدينية في طفولته وصباه، وعندما بلغ العشرين من عمره عُيِّن إمامًا في جامع بمدينة أدرنة، ثم بدأ العمل الدعوي في أزمير في مدرسة تحفيظ القرآن، ثم عمل واعظًا متجوِّلًا، فطاف في جميع أنحاء غربي الأناضول.
أُطلِقَ عليه “أب الإسلام الاجتماعي”، فهو مؤسس وزعيم “حركة كولن”، وهي حركة دينية تمتلك مئات المدارس في تركيا، كما تملك الحركة صحفها ومجلاتها وتلفزيوناتها الخاصة، وشركاتٍ خاصة وأعمالًا تجارية ومؤسسات خيرية.
له العديد من الكتب منها:
إعلاء كلمة الله.
ونحن نبني حضارتنا.
الرد على شبهات العصر.
الاستقامة في العمل والدعوة.