الإيثار في الحب

إذا كان الحب يعدُّ رغبة تعتري المحب تجاه المحبوب، فإنها قد تكون مؤلمة وموجعة لصاحبها في عدة حالات، منها: حالة عدم بلوغ الغاية أو الهدف؛ حيث يصاب الإنسان بالإحباط واليأس من عدم بلوغ المراد، وفي حالة ما إذا تم الحصول على الشيء المراد وحصل للإنسان إشباع، فإن هذا الإشباع يدفع نحو خفوت الرغبة وتلاشيها؛ وحالة الوصول إلى المراد لكن نجد الشعور بخيبة الأمل كونها لم تكن تستحق كل ذلك.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

وبالتالي فقد يرغب كلٌّ من المحب والمحبوب في أفعال الخير الإيثارية، وذلك في خلال ما إذا لم تكن تجد متعة في شيء ما، وعلى الرغم من ذلك تكون سعيدًا حينما تقوم بذلك الشيء إذا كان الطرف الآخر يجد فيه متعة وسعادة؛ فالمحب عندما يقول لمحبوبه: “إرادتك إرادتي” فهو بذلك يُؤثِر محبوبه على نفسه، إذ يقوم بإنكار ذاته مُقْدِمًا على الفعل أو الامتناع عن الفعل من أجل إسعاد الطرف الآخر؛ لكن هذا الإيثار -كما يرى رونالد- قد يقع الطرفان بسببه فيما يعرف “بمعضلة الإيثاريين” المنطقية، وذلك في حال إذا قام كلٌّ من المحب والمحبوب بفعل ما تمليه إرادة ورغبة الآخر فقط، وبالتالي لن يقوم أيٌّ منهما بأي شيء يرغب فيه هو نفسه، حيث إن كلًّا منهما يريد أن يفعل فقط ما يرغب فيه الآخر، وبالتالي سندور في دائرة مفرغة لا تحقِّق أي متعة للطرفين، بل وسيكون كلٌّ منهما في وضع أسوأ من وضع شخصين أنانيين يرفض كلٌّ منهما أخذ رغبات الآخر في الحسبان لأنه في حالة إذا كان الشخصان أنانيين فإنه قد يحدث أن يرغب الطرفان في نفس الشيء معًا، وهذا لا يحدث في حالة الإيثاريين المحضة.

الحب هو ذلك الشعور الذي دفع الكثيرين نحو الجنون، ولأجله مات العديد من الناس، وبسببه قُتِلَ بعضهم؛ ربما غمرتك أيها القارئ سعادة الحب الغامرة، أو أصابتك سهامه المؤلمة مرة أو أكثر، فهو شعور يشعر به الجميع ويعتقدون أنهم يفهمونه، ولكن ما إن تسأل أحدهم عن مفهوم الحب؟ أو تسأل الشخص الذي يحبك: لماذا تحبني؟ وما دوافع حبك وأسبابه؟ فإنه يجيبك بتلعثم وبكلماتٍ لا تكاد تكون مفهومة أو موغلة في الخيال، وكأنه يتحسَّس موضع أقدامه في طريقٍ وعر؛ ومن هنا جاء هذا الكتاب في محاولة منه للوقوف على الحب الحقيقي والآخر الزائف، والبحث في دوافع الحب وأسبابه، فهل نحب حقًّا من أجل ما في المحبوب من محاسن الجمال ومكارم الأخلاق والخصال الحميدة، أم أنه متعلق بشخص المحبوب؟

رونالد دي سوزا Ronald de Sousa، هو فيلسوف كندي، وأكاديمي يعمل في جامعة تورنتو الكندية، له العديد من الكتب، ترجم منها إلى اللغة العربية كتاب واحد هو الكتاب الذي بين أيدينا.