الإنكاريون والهجوم على منظمة الصحة العالمية
الإنكاريون والهجوم على منظمة الصحة العالمية
تتعرَّض منظمة الصحة العالمية لهجوم دائم بسبب توصياتها في الأزمات والأوبئة، ودائمًا ما يلجأ الأشخاص إلى العودة إلى تجربة إنفلونزا الخنازير عام 2009 لتبرير الهجوم على المنظمة، حيث يرون أن المنظمة بالغت في التعامل مع الوباء ذلك الوقت وتكبَّدت الدول خسائر لا تتناسب مع الوباء، وثمة حقيقة لا يمكن إنكارها، أن تجربتنا مع إنفلونزا الخنازير أسهمت كثيرًا في إرشادنا للتعامل مع كوفيد-19، وعلى عكس ما يزعم بعض الناس أن إنفلونزا الخنازير لم تكن بهذه الخطورة فقد فقدنا بين 200.000 إلى 600.000 شخص في إنفلونزا الخنازير، ومات بها ثلاثة أضعاف عدد الأطفال الذين يموتون بالإنفلونزا العادية.
وتوضح المؤلفة أنه يُطلق على هؤلاء الأشخاص: “الإنكاريون”، وهم أولئك الرافضون للمعلومات العلمية -حتى القابل منها للملاحظة المباشرة- بدافع أننا جميعًا ضحايا مؤامرات الشركات الكبرى والحكومات والوكالات الدولية، ففي نظر الإنكاريين أعلنت المنظمة كوفيد-19 -وغيره من قبل- جائحة لترويع الناس أكثر، فيقبِلونَ على شركات الأدوية واللقاحات وثيقة الصلة بالمنظمة، وتأخذ هذه الادعاءات من تخصيص تلك الشركات تمويلات لأبحاث الأدوية واللقاحات دليلًا على هذه المزاعم، ولكن ما يتجاهله الإنكاريون بالفعل أن تمويل الشركات ليس مستغربًا! بل من الطبيعي أن تقوم شركات الأدوية بذلك، كما يتناسون تكبُّد هذه الشركات خسائر فادحة من الأزمات، فضلًا عن أننا لم نرَ أية لقاحات فعَّالة بعد إلى الوقت الذي صدر فيه الكتاب.
لقد دفعت هذه الدعوات المزيفة -في نظر الكاتبة- منظمة الصحة العالمية إلى التوجُّس والتردُّد من إعلان أي وباء على أنه جائحة، ففي بداية كوفيد-19 انزعج المتحدثون رسميًّا باسم المنظمة عن سؤالهم ما إذا كان الفيروس الجديد وباءً، على الرغم من اعتيادنا تحذيرات المنظمة باستمرار حتى من جائحة الإنفلونزا الموسمية.
الفكرة من كتاب كوفيد-19: الوباء الذي ما كان يجب أن يظهر وكيف نتجَّنب الوباء التالي
قبل شهر واحد من ظهور الفيروس التاجي كوفيد-19 صادف أن قام مركز الأمن الصحي في كلية “جونز هوبكنز بلومبرغ” للصحة العامة بمحاكاة افتراضية للأوبئة بالكمبيوتر كتدريب للمسؤولين، حيث أجريت محاكاة لفيروس تاجي وهمي شبيه لكوفيد-19 أُطلق عليه (Event 201)، وجرى السيناريو على طريقة “ماذا لو حدث ذلك؟” لكشف مدى الاضطراب الذي يمكن أن يخلفه فيروس مُعدٍ سريع الانتشار في المجتمع.
تطرح “ماكنزي” في كتابها تساؤلات عما إذا كنا على علم بالوباء قبل حدوثه حقًّا؟ فإن كان الأمر كذلك فلماذا انتشر؟ وكيف كانت استعداداتنا؟ وماذا كانت استجاباتنا عند حدوثه؟ وما الواجب علينا حيال الأمراض المُعدية في المستقبل؟ وتتناول وباء كوفيد-19 بالبحث والتحليل، موضحة ما الذي يمكن أن يؤول إليه الأمر فيما بعد، وكاشفة حقائق عدة متعلقة به.
مؤلف كتاب كوفيد-19: الوباء الذي ما كان يجب أن يظهر وكيف نتجَّنب الوباء التالي
ديبورا ماكنزي Debora Mackenzie: صحفية وكاتبة، مهتمة بمجال الأمراض المعدية ومراقبة الأسلحة والتعقيد وعلم السياسة الإنسانية والهجرة.
من أعمالها: COVID-19: The Pandemic that Never Should Have Happened and How to Stop the Next