الإنفاق الحكومي وتداعياته
الإنفاق الحكومي وتداعياته
كان النشاط الاقتصادي قديمًا قبل ظهور النظرية الكينزية ينظر إلى الحكومة بوصفها العدو اللدود، فكان يحارب أي محاولة من شأنها أن تؤدي إلى توغل الدولة في الاقتصاد، فمبادئ مثل الحرية الاقتصادية وحيادية الموازنة العامة كانت بمثابة أصنام الرأسمالية التي يطوف حولها الجميع.
ولكن مع التطور المجتمعي الرهيب وظهور بعض الاختلالات الاقتصادية المزمنة أصبح لزامًا على الجميع أن ينصاع لفكرة تدخل الحكومة ولو مؤقتًا في أوقات الأزمات من أجل تنفيذ مهمة إنقاذ الوضع الاقتصادي وانتشاله من مستنقع الأزمة وإلا فإن المعبد سيسقط على الجميع، من هنا بدأ التخلي عن مبدأ حيادية الموازنة العامة التي كانت تقضي بتساوي الإيرادات مع المصروفات حتى تتساوى بذلك آثار الحقن مع آثار التسرب، وأصبحت الحكومات تلجأ إلى إحداث عجز متعمد عبر زيادة المصروفات عن الإيرادات كحزمة إنقاذ تساعد الاقتصاد على النهوض مجددًا.
ورغم أن الفكرة في حد ذاتها كان لها منافع اقتصادية كبيرة في بعض الأوقات على المدى القصير؛ فإن الجميع لم ينظر إلى الأمر من زاوية المستقبل البعيد، فالحكومة لا تنفق إلا من جيوب المواطنين وهذه هي المشكلة، فالدولة تموِّل مصروفاتها عبر فرض الضرائب عاجلًا أو آجلًا، وبالتالي تمثل تلك الضرائب قوة شرائية للأفراد كان يمكن توجيهها للحصول على مجموعة ما من السلع والخدمات التي بدورها تمثل مصدر رزق لأصحابها، فكل جنيه تم دفعه للدولة في صورة ضرائب هو في حقيقته مصدر دخل لأحد منتجي السلع أو الخدمات، أي كلما زاد الإنفاق الحكومي زادت الضرائب، فينخفض بذلك الإشباع الشخصي للأفراد ومصدر دخل أصحاب الإنتاج.
الفكرة من كتاب الاقتصاد في درس واحد
دائمًا ما يُقال إنه إذا اجتمع اثنان من الاقتصاديين فسيكون هناك ما لا يقل عن ثلاثة آراء! فهذه هي الطبيعة الجدلية لعلم الاقتصاد، ذاك العلم العجيب الذي يجمع بين طياته صرامة الرياضيات وواقعية علم النفس.
يعرض هذا الكتاب بصورة رائعة المفاهيم الاقتصادية بأسلوب جذاب وممتع، كما يتناول أهم المغالطات الاقتصادية بالشرح والتفنيد، لذلك فهو بداية مهمة لكل مبتدئ في دراسة الاقتصاد للإلمام بالحقائق الاقتصادية الأساسية في وقت قصير.
مؤلف كتاب الاقتصاد في درس واحد
هنري هازليت Henry Hazlitt: فيلسوف ليبرتاري (مؤيد للحرية) واقتصادي وصحفي أمريكي، ولد في 28 نوفمبر 1894 في فيلادلفيا بأمريكا، وعمل في وول ستريت جورنال ونيويورك تايمز ونيوزويك، وعدد آخر من الصحف والمجلات، كما عمل نائبًا للرئيس المؤسس لمؤسسة التعليم الاقتصادي، توفي هازليت عن عمر يناهز الـ98 عامًا في فيرفيلد، بولاية كونيتيكت.
ألف عددًا كبيرًا من الكتب، أشهرها كتابا “الاقتصاد في درس واحد”، و”التفكير كعلم”.