الإنصات في حياتنا
الإنصات في حياتنا
تُصرَف أغلب أعمارنا في الحديث مع من حولنا، وبالرغم من الدور الرئيس الذي يلعبه الإنصات في عملية الحديث فإننا نعطي أغلب الفضل في المحادثة للمفوهين من الناس، ونلتفت دائمًا إلى المتحدثين البارعين ونغبطهم على مهاراتهم الاستثنائية في الكلام وجذب أنظار الناس نحوهم، وبإعطاء الفضل للمتحدث نتجاهل حقيقة أن المحادثة أقرب إلى كرة التنس في المباراة، ذهاب وإياب، وبما أن هناك طرفًا متحدثًا فهناك طرف آخر يلعب دور المتلقي ويرد عليه حديثه ويزيد من شعوره بتقدير ذاته عن طريق تقدير حديثه، وهذا الطرف هو المنصت.
وهذا التجاهل نتيجة طبيعية للضرر الحادث في مفهوم المجتمع عن المحادثة، فالمنصت قد يبدو شخصًا صامتًا لا يفعل شيءًا غير الشرود في الذهن وتلقي كلمات المتحدث دون أي فعل إيجابي، فالإنصات في عقولنا فعل سلبي لا فائدة تُرجى منه، فتأتي هنا الكاتبة لتصحح لنا هذا المفهوم وتخبرنا أن المنصت يشارك في المحادثة كما يشارك المتحدث تمامًا، بل إنه كلما زادت حنكة المنصت زادت جودة المحادثة وشعر المتحدث براحة ووضوح أكثر في أفكاره، إذ إن المنصت يلعب دور المرآة التي يرى فيها المتحدث أفكاره ومشاعره ورؤيته، وكلما وجد من المنصت أمامه تركيزًا واهتمامًا وتفاعلًا مع لغة جسده خلال كلامه، زاد من تركيزه على ما يريد قوله والتعبير عنه.
ألم تمر من قبل بهذا التاجر أو فرد الأمن أو الطبيب أو المحامي أو حتى ذلك القريب في عائلتك الذي ما إن تنهي محادثتك معه، تشعر أن حملًا قد أُزِيح عن كتفك، وحين تحاول استعادة المحادثة تتذكر أنك تكلمت في أغلبها وشعرت بالراحة بعد أن عبرت عن أفكارك بوضوح، بل وتوصلت إلى حل لبعض مشكلاتك، هؤلاء الناس منصتون جيدون لكل من حولهم، منصتون يؤمنون بأن كل شخص في الحياة له قيمة متأصلة في ذاته، وهذه القيمة هي التي تجعل ما يقوله الآخرون دائمًا يستحق التعبير عنه والإنصات له.
الفكرة من كتاب كيف تحل الخلافات: منهج فريد لإدراة الخلافات
أغلب أوقاتنا نقضيها في التواصل مع الغير، وأغلب هذا التواصل إنصات لمن هو أمامنا، ولهذا يجب علينا أن نزيد من قدرتنا على الإنصات، لذا يركز هذا الكتاب على الإنصات الفعال باعتباره مهارة رئيسة في كل مجالات الحياة، مع إلقاء نظرة على دور الإنصات في حل الخلافات في حياتنا المهنية والاجتماعية والعائلية.
كما يعرض الكتاب عددًا من الوصايا للزيادة من كفاءتنا في الإنصات لمن أمامنا، وللعوائق التي ستواجهنا خلال رحلة التغيير هذه، وما هي الأفكار التي يجب أن نضعها في اعتبارنا عند مواجهة هذه العوائق.
مؤلف كتاب كيف تحل الخلافات: منهج فريد لإدراة الخلافات
براميلا أهوجا: كاتبة خبيرة في مجال الاستماع وحاصلة على دكتوراه في التربية من جامعة بومباي، ومن أهم مؤلفاتها:
كيف تقرأ بكفاءة وفعالية: دليل موجز لتعزيز القدرة على القراءة.
كيف تنصت بشكل أفضل: منهج عملي لفن الإنصات بفعالية.
جي. سي. أهوجا: مسؤول أبحاث في المعهد المركزي للغات الهندسية (CIIL)، له عديد من الكتابات حول مواضيع التعلم والقراءة.
أميتا أهوجا : من مؤلفاتها: كيف تطور مهارات استماع مربحة.