الإنسان والطبيعة
الإنسان والطبيعة
الإنسان جزء من الطبيعة، ومن ثم فإن الأشياء النافعة للبيئة والطبيعة هي نفسها الموارد التي تُفيد صحة الإنسان، فالنظام الغذائي الصحي نظام بيئي مستدام، والاهتمام بالأرض هو في الوقت نفسه اهتمام بالنفس والأجيال القادمة، ولذلك ينبغي اختيار الأطعمة التي تعزز المناعة، والإكثار من تناول الطعام العضوي والنباتي، والتقليل من تناول المنتجات الحيوانية، وتناول الطعام المُعد بطرائق طبيعية وتقليدية، لأنها تساعد على هضم الطعام وتحافظ على قيمته الغذائية ولا تؤذي البيئة.
وتأكيد اختيار الأطعمة العضوية يرجع إلى أن الأساليب الزراعية التي تُستخدم في الأراضي الكبيرة، تعتمد على زراعة المحصول نفسه أكثر من مرة في المكان نفسه، مما لا يسمح للتربة بتجديد نفسها طبيعيًّا، فتقل خصوبتها، كما تُستخدم المبيدات والأسمدة الكيميائية، والمعلوم أن سلامة التربة ترتبط بجودة الغذاء المستخرج منها، والنباتات المزروعة في تربة فقيرة من حيث العناصر الغذائية، تكون هي أيضًا فقيرة من حيث العناصر الغذائية، وتسبب المشكلات الصحية والأمراض الناجمة عن سوء التغذية، وإضافة إلى أن الأطعمة العضوية مرتفعة القيمة الغذائية، فهي أيضًا لذيذة المذاق.
أما الأطعمة المعدلة وراثيًّا، وهي التي غُيِّر حمضها النووي بطريقة غير طبيعية، لأسباب تتعلق بالإنتاج أو المستهلك كزيادة المحصول أو زيادة القيمة الغذائية، فالأدلة العلمية لم تذكر أنها آمنة على صحة الإنسان على المدى البعيد، بل ثارت تساؤلات حول احتمالية إضرارها بالبيئة والتنوع البيولوجي، كما أن بعضها يحتاج إلى استخدام المبيدات الحشرية السامة، ولذلك ينبغي للفرد معرفة الطريقة التي يُنتج بها طعامه، وأغلب الأطعمة المعدلة وراثيًّا تأتي من أمريكا والبرازيل والأرجنتين وكندا، ومن أمثلة تلك المحاصيل: القمح وفول الصويا والكانولا، والفواكة والخضراوات.
ويوجد أيضًا السكر المكرر، وهو السكر الأبيض والأنواع الأخرى من السكر الأحادي، وتسبب عملية التكرير فقدان الفيتامينات والمعادن من قصب السكر الطبيعي، ويُضاف هذا السكر إلى جميع المنتجات الغذائية المصنعة والمنتجات القليلة الدسم، والإفراط في تناوله يؤدي إلى زيادة الوزن وتراكم الدهون في الكبد، ومقاومة الأنسولين، واضطراب الحالة المزاجية، ونمو البكتيريا الضارة، ومشكلات الجهاز الهضمي وتبكير علامات الشيخوخة.
الفكرة من كتاب التوازن الجميل: دليلك الصحي والنفسي نحو التغذية الجيدة والحياة السعيدة
قد يغفل كثيرون عن الأهمية البالغة للنظام الغذائي الصحي وانعكاسه على صحتهم الجسدية والنفسية، ومظهرهم وشعورهم بالحيوية، فالخطوة الأولى تبدأ من التغذية، إذ يختار الإنسان الغذاء المفيد لصحته على المدى الطويل، ويكون لذيذ المذاق في الوقت نفسه، فكيف نحقق هذه المعادلة الصعبة بعد اعتياد مذاق الأطعمة المضرة والمليئة بالسكر؟ ها هي الكاتبة تقدم الخيارات والبدائل.
مؤلف كتاب التوازن الجميل: دليلك الصحي والنفسي نحو التغذية الجيدة والحياة السعيدة
زوي بالمر رايت: اختصاصية تغذية وبارزة في مجال العلاج بالطبيعة، ومدربة ومتحدثة، لديها خبرة تزيد على العشر سنوات في مجالات الطب والبحث والتعليم، وحاضرت في كلية الطب الطبيعي في لندن لمدة 5 سنوات، كما ساعدت كثيرًا من الأفراد في تحسين حياتهم من الناحيتين الصحية والنفسية، وتهدف إلى مساعدة الآخرين على رؤية العلاقة بين خياراتهم المتعلقة بالطعام وأسلوب الحياة، وتأثير تلك الخيارات في صحتهم، وتقدم إليهم حلولًا طبيعية وأساليب عملية للعودة بصحتهم إلى الطريق الصحيح.