الإنسان خليفة الله
الإنسان خليفة الله
إن الإنسان هو ملخص للوجود كله فهو مثل الكتاب والكون أشبه بالصفحات المفرقة، ويشير الكاتب إلى أن هذا التناظر بين الإنسان والكون والتقارب بين الدنيا والآخرة مثل تشابه الذرّة والمجرّة في السلوك وتشابه الخلية في النبات والخلية الحيوانية ما هو إلا أنها جميعًا تجليات ذات إلهية واحدة، وعن هذا يقول المتصوفة: “إن ظهور الله هو عين اختفائه”. لأنه جعل من هذه المظاهر المتعددة حجابًا على وحدته، والأسباب حجابًا على مشيئته، وملوك الأرض الصوريين حجابًا على حاكميته الحقيقية.
لكن هل الإنسان مُعرّض إلى أن يعود للعدم بأمر إلهي؟ إنه لأمر محال على الله بحكم كرمه وجُوده، فالكريم لا يسترد عطيته وإذا استردها يعطي أعظم منها ومن هنا جاء مفهوم البعث.
أما عن مقارنة كيفية الخلق فإن القرآن اعترف بتعدد الخالقين، ولكنه وضح أن الله أحسنها كالنحات والمهندس على سبيل المثال فهم يخلقون بنموذج ثابت وبمصدر إلهام مستمر، أما الله فهو متفردٌ دون الحاجة إلى إلهام أو إذن من أحد، ويخلق بدون مثال أو نموذج مُسبق لذلك فالكل مستمدٌ منه لا يخلق إلا به.
الفكرة من كتاب الوجود والعدم
يتحدث الكاتب في هذا الكتاب عن علاقة الله عز وجل بالبشر وسائر الموجودات وكيف أوجد البشر من العدم، كما يوضح كيفية فهمنا واستيعابنا لأسماء الله وصفاته، مشيرًا إلى مسألة التسيير والتخيير وإرادة الإنسان بشكل فلسفي عميق، ثم يتحدث عن آداب التقرب والسير إلى الله، ويذكر الكثير من مبادئ الصوفية وأقوالهم وآرائهم في هذا الشأن.
مؤلف كتاب الوجود والعدم
مصطفى محمود، فيلسوف وطبيب وكاتب مصري. وُلِد في الـ27 من ديسمبر 1921.
تميز أسلوبه في الكتابة بالجاذبية مع العمق والبساطة، وألَّف 89 كتابًا منها الكتب العلمية والدينية والفلسفية، منها: أناشيد الإثم والبراءة، وسقوط اليسار، والقرآن كائن حي.
توفي في الـ31 من أكتوبر عام 2009، عن عمر ناهز الـ 87 عامًا.