الإنسان بين التصور الغربي والتصور الإسلامي
الإنسان بين التصور الغربي والتصور الإسلامي
إن الأمة الإسلامية تواجه اليوم معركة تختلف عن كل المعارك الحربية التاريخية، ألا وهي معركة الذات الإسلامية، تدخلها الأمة مطالَبة بالحفاظ على ذاتها وهويَّتها التي تكونت في أربعة عشر قرنًا مضت، معالم هذه المعركة تتمثَّل في ثلاثة مصطلحات رئيسة هي الانفتاح الثقافي والتلقيح الثقافي والإثراء الفكري، فأما عن الانفتاح والتلقيح الثقافي فمن غير المعقول أن يتم منعهما بالكامل، وإنما يكون مع الانفتاح ضوابط ومع التلقيح تنقيح وتكون مظلة الإسلام هي المرجعية نقيِّد بها كل فكرٍ وارد وندقق في كل علمٍ وافد، فيكون عدم التعارض مع مبادئ الدين الإسلامي هو القاعدة الأسمى في التعامل.
إن تاريخ الأمة الإسلامية حافل بمئات المعارك والحروب التي شهدت فيها انتصارات عظيمة، كانت نهاية تلك الحروب بالاستعمارات السياسية والعسكرية للدول الإسلامية وما عرف المسلمون غير الصمود، أما غزو اليوم فهو غزو فكري ثقافي يتطلَّب صمودًا أضعاف الغزوات السياسية، ذلك الغزو يمثل تحديًا خطيرًا لأن هدفه الرئيس هو محو الهوية الإسلامية تدريجيًّا من خلال تغيير الأفكار وإضافة الثقافات الغريبة والعبث بالتعليم وزرع العادات والتقاليد المستهجنة، وبالتالي يتم زرع أدوات محو الهوية الإسلامية في عقول المسلمين صغيرهم وكبيرهم.
ويختلف مفهوم الإنسان في المجتمع الغربي كليًّا عن مفهومه في الإسلام، فهم يرون أن الإنسان حيوان طعام وحيوان جنس له إرادة كاملة في قراراته، ولعلَّ هذه النظرة المادية البحتة تهدف إلى فك القيود الأخلاقية والاجتماعية التي صنعها الإسلام فيصير المسلم هائمًا لا يهتدي، أما الإنسان في النموذج الإسلامي فقد استخلفه الله لعمارة الأرض ومهَّد له كل شيء في سبيل ذلك، كما نظَّم له حياته بالتزامات أخلاقية وشرعية تضبط له الطريق.
أما عن الإرادة فهي إرادة ليست مُطلقة على عكس التصور الغربي، وإنما هي إرادة وحرية في نطاق قدر الله ومشيئته، فهي إذًا حرية محددة لكنها غير منقوصة، أي يفعل المسلم ما يشاء، وبالتالي فإن النموذج الإسلامي لا يعوق مسيرة الإنسان وإنما ينظم أفعاله ويهذب سلوكياته ليستقيم دنيويًّا ودينيًّا.
أخيرًا فالنموذج الإسلامي يجمع بين التصورين المادي والروحي؛ والتصور المادي يتمثل في التقدم والتكنولوجيا والاقتصاد والعلوم وسائر مناحي الحياة، أما التصور الروحي فهو تصور قيمي يتمثَّل في العدل والمساواة والصدق والأمانة والالتزام بما أمر الله وما نهى عنه، ومن ثم فإن سيادة الإنسان المسلم ترجع إلى الجانب المادي مُنظَمًا بالجانب الروحي ومكملًا له، متى انفصلا نجح الغرب فيما يهدفون إليه.
الفكرة من كتاب كيف يحتفظ المسلمون بالذاتية الإسلامية في مواجهة أخطار الأمم
إن الأمة الإسلامية تواجه اليوم معركة تختلف عن كل المعارك الحربية التاريخية، ألا وهي معركة الذات الإسلامية، تدخلها الأمة مطالَبة بالحفاظ على ذاتها وهويَّتها التي تكونت في أربعة عشر قرنًا مضت..
يوضح المؤلف في هذا الكتاب كيف يتلاعب المجتمع الغربي والمستشرقون بالمجتمعات الإسلامية، ويستعرض خططهم ومؤامراتهم لتغريب المسلمين وجعلهم يتناسون الإسلام حتى ينسوه تمامًا، ويبين النماذج الغربية المصمَّمة من أجل ذلك سواء باستهداف الفكرٍ أو الثقافة أو التربية أو الوعي أو الصحافة والإعلام، ثم يرسم الكاتب خريطة طريق للنجاح في التغلب على تلك المواجهات الخادعة والحروب الفكرية المستميتة.
مؤلف كتاب كيف يحتفظ المسلمون بالذاتية الإسلامية في مواجهة أخطار الأمم
أنور الجندي: مفكر إسلامي مصري ولد بأسيوط ١٩١٧، حصل على جائزة الدولة التقديرية عام ١٩٦٠ وشارك في العديد من المؤتمرات الإسلامية، وتوفي عام ٢٠٠٢ عن عمر يناهز الخمسة وثمانين عامًا.
له الكثير من المؤلفات الشهيرة في الفكر الإسلامي، منها:
الإسلام تاريخ وحضارة.
الإسلام في مواجهة الفكر الوافد.
الإسلام في غزوة جديدة للفكر الإنساني.