الإنسان بناء متوازن
الإنسان بناء متوازن
الإنسان على المستوى التفاعلي ما هو إلا مجموعة من العلاقات، علاقة بالخالق وعلاقاته بالآخرين أسرته ومجتمعه، وفلسفة علاقة الإنسان بخالقه يجب أن تكون إيمانًا كاملًا به وبرسله وملائكته واليوم الآخر والقدر خيره وشره، ثم إقامة الفرائض الواجبة عليه من صلاة وصيام وزكاة، ثم تزكية النفس بالصبر والتقوى والخشوع والخوف من الله وامتلاء قلبه بمشاعر الحب والسكينة والاطمئنان، ومن هذه العلاقة سينطلق إلى علاقاته مع الآخرين بحبِّ الخير لهم كما لنفسه والتواضع والوفاء والصدق وممارسة السلوكيات الطيبة الحميدة معهم، وبذلك تصبح محصلة السلوك السوي للإنسان المسلم مجموع العلاقتين السابقتين.
أما علم النفس الحديث فقد ركَّز على إحدى هاتين العلاقتين، وهي علاقة الإنسان بالإنسان والنفس مع النفس وغفل تمامًا أو تغافل عن علاقته بخالقه، الأمر الذي جعلهم في حلقة مُفرغة من البحث عن تفسيرات وميكانزمات للنفس البشرية وما تصدره من سلوكيات ولا يهتدون إلى النموذج المثالي أبدًا.
الإفراط في المادية الذي أصبح جليًّا في المجتمعات الغربية أكثر من وجوده لدينا نتج عن حجب المثقف الغربي وعلماء النفس للمحور الأول (علاقة الإنسان بالله) وإحجام الناس عن هذه الصلة حتى فيما بين المتديِّنين هناك، وانحسار الجانب الروحي ونشأة فراغ مضاد للامتلاء المادي، ما جعل الإنسان عُرضة لكل العقد النفسية والشذوذ السلوكي من هيستيريا واضطرابات شخصية وإدمان إلى غير ذلك.
كيف واجه الإسلام المادية في منهجه؟ مما لا جدال فيه أن الإنسان حينما يعيش من أجل اللذة وإرضاء احتياجاته ودوافعه فقط ستصير حياته إلى العبثية، وبالفراغ الروحي الذي بداخله تصبح الحياة بالنسبة إليه هي الغاية والموت هو الانتقال إلى اللا شيء والفناء، أما العقيدة الإسلامية فتجعل الإنسان في حالة من التوازن بين روحه وجسده، وتؤكِّد له أن الحياة وسيلة ودار اختبار، وأن الغاية هناك تكمن بعد الموت في الحياة الآخرة.
الفكرة من كتاب الانحرافات السلوكية الأسباب والعلاج
أحيانًا يصدر منا أو من الآخرين سلوكيات معينة، ولا ندري ما الذي يدفعنا ويدفعهم إلى ذلك؟ وما الذي يدفع غير الأسوياء إلى سلوكياتهم الشاذة؟ هل هناك دوافع وراء ذلك أم أن السلوك يختلف من فرد إلى آخر؟
يتحدَّث الكتاب عن الانحرافات السلوكية ويفرقها عن السلوكيات السوية الطبيعية، ويعقد مقارنة بين النظرة الدينية للإنسان ونظرة علم النفس الحديث له، ثم يذكر دور الأسرة والمجتمع في مراحل نموه العقلية والعاطفية ومقدار ما تحدثه من تأثيرات فيه، ثم يبيِّن الاختلاف الفجَّ في منظومة القيم والأخلاق بين المنهج الإسلامي وما سواه.
مؤلف كتاب الانحرافات السلوكية الأسباب والعلاج
صباح عباس: كاتبة من مواليد مدينة صفوى بالعراق، جلُّ اهتمامها في الشأن الأسري، لها الكثير من المؤلفات في ذلك: “الحياة الزوجية: مشاكل وحلول”، و”حتى لا يكون الحلم حطامًا”، و”فن الإدارة (دليلك إلى النجاح)”.