الإنسان المتكامل: رباعية (العقل – القلب – الروح – الجسد)
الإنسان المتكامل: رباعية (العقل – القلب – الروح – الجسد)
البشر ليسوا أشياء تحتاج إلى التحفيز والتحكم، إنهم رباعيو الأبعاد وتتشكل منظومتهم من الجسد والعقل والقلب والروح تلك المنظومة تعكس الاحتياجات والدوافع الأساسية الأربعة لجميع الناس: العيش (البقاء)، والحب (العَلاقات)، والتعلم (النمو والتنمية)، وترك إرث (المعنى والمساهمة)، وأكثر المنظمات نجاحًا في هذا العصر هي تلك التي ستدفع لموظفيها رواتب عادلة (الجسد)، وتعاملهم بلطف (القلب)، وتستخدمهم بطريقة إبداعية (العقل) في خدمة احتياجات الإنسان بطرائق تعتمد على المبادئ (الروح).
ويتطلب حل هذه المشكلة اتباعَ نهج داخلي أولًا، للتغلب على الألم، والسباحة ضد التيار، وتحمّلَ الاستفزازات الثقافية السلبية والمصالح الأنانية التابعة، وتطويرَ الرؤى والعزيمة العظيمة والحفاظَ عليها. ومن خلال ذلك سيتعلم الناس طبيعتهم الحقيقة، ويكتشفون مواهبهم التي سيستخدمونها لتطوير رؤيتهم لأشياء عظيمة يريدون تحقيقها، بالحكمة يأخذون المبادرة ويزرعون فَهمًا كبيرًا للاحتياجات والفرص من حولهم، وهذا ما يُحدِث فارقًا؛ باختصار، يجدون أصواتهم ويستخدمونها.
بمجرد أن نجد أصواتنا، فإن الخِيار التالي لتوسيع نفوذنا، وزيادة مساهمتنا، هو خِيار إلهام الآخرين لإيجاد أصواتهم، فنحترم ونخلق طرائق للآخرين لإعطاء صوت لجميع الأجزاء الأربعة من طبيعتهم: جسديًّا، وعقليًّا، وعاطفيًّا أو اجتماعيًّا، وروحيًّا، ونطلق العنان للعبقرية البشرية الكامنة والإبداع والعاطفة والموهبة والتحفيز، وبذلك نؤثر في العالم بشكل إيجابي، ونصنع التغيير ونعزز المستقبل، هذه هي العظمة الحقيقية. وهذا هو جوهر العادة الثامنة، فهي تدور حول العثور على “صوتنا” و”إلهام الآخرين للعثور على أصواتهم”.
الفكرة من كتاب العادة الثامنة: من الفعالية إلى العظمة
على الرغم من كل الاختراعات التكنولوجية والإنتاجية لدينا، يشعر الناس بالإحباط والضياع والفراغ، لأننا جميعًا نمتلك إمكانات هائلة ورغبة في عيش حياة ذات معنًى من خلال مساهماتنا، ومع ذلك فإن معظمنا لا يزدهر في مؤسسته، وإلى جانب الألم البشري، هناك ثمن كبير تدفعه المؤسسات جراء عدم تسخير الإمكانات البشرية، وهذا ما يؤدي إلى الفشل الشخصي والمؤسسي.
وفي عالم اليوم المتغير باستمرار، لم تعد الفاعلية خِيارًا، إنها مطلب، فمن دون معرفة الأشياء الصحيحة التي يجب عملها، لا يمكن للناس مواكبة التغيرات السريعة وتحقيق النتائج الفعالة، لذا، لمعالجة جذور التحديات التي نواجهها اليوم، يجب أن نتجاوز الفاعلية، ونطلق العنان للعظمة في كل واحد منا، فتضيف العادة الثامنة بُعدًا جديدًا إلى العادات السبع للناس الأكثر فاعلية -الكتاب الأكثر مبيعًا لستيفن كوفي- لمعرفة كيف يمكن إطلاق العنان لإمكانات الإنسان وعظمته.
مؤلف كتاب العادة الثامنة: من الفعالية إلى العظمة
ستيفن كوفي: مؤلف ومستشار ومحاضر أمريكي، وُلِدَ بولاية يوتاه الأمريكية، وحصل على شهادة بكالوريوس في علوم إدارة الأعمال من جامعة يوتاه بمدينة “سولت ليك”، ويحمل شهادة ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة هارفارد، ودكتوراه في التعليم الديني من جامعة “بريغهام يونغ”.
له عديد من الكتب التي تتناول موضوع المهارات التحفيزية والمساعدة الذاتية، منها:
العادات السبع للناس الأكثر فاعلية.
القيادة المرتكزة على مبادئ.
إدارة الأولويات.. الأهم أولًا.
معلومات عن المُترجم:
ياسر العِيتِي: طبيب وباحث سوري، وُلِدَ عام 1968م بدمشق، وحصل على دبلومة في الأمراض الداخلية بلندن عام 2001م، وترجم عديدًا من كتب التنمية الذاتية، والقيادة، وعلوم التفكير والإبداع، من أهمها:
نظرة جديدة في الذكاء العاطفي.
سلسلة الذكاء العاطفي.
الإنسان أولًا.