الإنسانية بمفهومها الجديد
الإنسانية بمفهومها الجديد
إن الإنسانية عملة مأنوسة لا تهبط قيمتها أبدًا، ولا يستوحش منها أحد، ولقد كان العالم محقًّا في كراهيته للاستبداد السياسي والتعصب الديني، والفوارق الطبقية.
ويضيف الكاتب أن من حصيلة الجهل بالله أن وجَّه البشر ثمرات العلم والتطبيق والاستكشاف والاختراع إلى تدليل الجانب الحيواني فيهم، والسعي إلى الترف فحسب، فالجنس الأبيض الذي يقود الحضارة حقّر الإنسانية كلها، ولا ترى الشعوب المستضعفة بصيص أمل، فالرجل الأبيض يحسن القول: أنا وحدي، ومن لم يخدمني فالويل له؛ فهو يحسن زراعة الأرض لكنه يفضل حرق المحاصيل عن بيعها رخيصة أو إهدائها للجياع، لا بأس أن تمرح الشعوب تحت أقدامه لخدمته، ولكن من سنن الله أن يدع هذه الحضارات تحصد ما تزرع ﴿ وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ حَتَّىٰ يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ﴾.
ورغم ذلك نجد الكثير من المسلمين في مديح دائم للحضارة التي قتلت الإنسان وهو حي، وخسفت بمعنى الإنسانية إلى الحيوانية والمتعة والترف، وقد هبط بعضهم بمعنى الدين وكاد يجعله والإنسانية نقيضين، بل هناك من هبط بالإنسانية وعزلها عن ربِّها، فحبسها في نطاق الضروريات والمرفهات وحسب.
الفكرة من كتاب الغزو الثقافي يمتد في فراغنا
“إن مستقبلي الغزو الثقافي يشعرون بالنقص، ويحسبون التغلب عليه يكون بتقليد الحضارة الحديثة في مثلها وتقاليدها وأحوالها كلها”.. يعرض الكتاب الحالة الفكرية والتشوهات في تصورات الحياة التي أصابت المسلمين فخلقت حالة من الفراغ، فصار المسلمون هدفًا سهلًا للغزو الثقافي من قِبل الشيوعيين والصليبيين.
كما يوضِّح الطُرق التي يستعملها هذا الغزو في القضاء على روح الإسلام، والخطوات التي يجب أن يتخذها المسلمون للقيام مرة أُخرى بالإسلام على صورته الحقيقية.
مؤلف كتاب الغزو الثقافي يمتد في فراغنا
محمد الغزالي: عالم ومفكر إسلامي مصري. وُلد في سبتمبر عام 1917، ويعدُّ أحد دعاة الفكر الإسلامي في العصر الحديث، عُرف عنه تجديده في الفكر الإسلامي، ونال العديد من الجوائز والتكريم، فحصل على جائزة الملك فيصل للعلوم الإسلامية.
من مؤلفاته:
– جدد حياتك.
– عقيدة المسلم.
– تأملات في الدين والحياة.
– فن الذكر والدعاء عند خاتم الأنبياء.
وغيرها من الكُتب.
توفي في مارس عام 1996م في السعودية، ودفن بمقبرة البقيع بالمدينة المنورة.