الإنجليزية للجميع
الإنجليزية للجميع
تُستخدم الإنجليزية من قبل أكثر من ملياري شخص في أكثر من ثلثي بلدان الأرض، وفي عام 2010 أُعلِنت الإنجليزية لغة رسمية للبلاد أو لغة ثانية ذات مكانة خاصة في نحو 75 دولة من دول العالم، وأصبحت تُدرس لغةً أساسية في مدارس أكثر من 100 بلد منها مصر والصين وروسيا والبرازيل.
إن الإنجليزية ملك للعالم كله وكل من يستخدمها، وليست حكرًا على أمريكا أو إنجلترا أو متحدثيها المحليين، فبعد أن ترابط العلم بالإنجليزية، لم يعد من الممكن أن تنتمي الإنجليزية -كما هو العلم الحديث- إلى ثقافة معينة أو تصنيف جنسي معين، فاللغة العالمية من الضروري أن تكون حيادية.
وقد واجهت الإنجليزية العالمية بعض الاعتراضات، ويفضل معظم العلماء المعارضين أن يكون العلم متعدد اللغات، وفي هذه الحالة لن يكون أمام الباحث إلا أن يكتب بلغته الأم وذلك يعني احتمالية أن يكتب باحثان أو أكثر حول الموضوع نفسه ولا يدركان ذلك أبدًا، أو أن يملك الباحث فرصة الاختيار من عدة لغات مسيطرة على العلم، وبذلك سيجبر عددًا كبيرًا من العلماء على تعلم إحدى اللغات على الأقل، ولن يختلف الأمر كثيرًا من ناحية سلبيات اللغة الواحدة. غير أن العلم يحتاج في هذه المرحلة إلى لغة عالمية مشتركة تمثل نقاط اتصال قوية بين البلدان النامية والمتقدمة لتعزيز التعاون والمشاركة الدوليين من أجل تحقيق مستقبل أفضل، لأن العالم كله يحتاج إلى توفير المياه النظيفة والغذاء، والحد من انتشار الأمراض والفيروسات، والتعامل مع التغير المناخي، وكل هذا يعتمد على التقدم العلمي.
الفكرة من كتاب هل يحتاج العلم إلى لغة عالمية؟ اللغة الإنجليزية ومستقبل البحث العلمي
قديمًا كانت المؤتمرات العلمية الدولية تكتظ بأنبغ العقول وألمعها، ومع ذلك كانت تُعقد الألسنة ولا تُحل إلا بوجود المترجمين، فقد كان وجود المترجمين في المؤتمرات والاجتماعات البحثية ضرورة بالغة تتساوى في أهميتها مع وجود العلماء والباحثين أنفسهم، وقد تغالبها في بعض الأحيان، أما الآن فمن الممكن أن يجتمع عالم من الصين وآخر من الأرجنتين مع باحث مصري وآخر ألماني ويتناقشون معًا بكل سهولة، ويشاركون إنتاجهم البحثي والفكري، ويتعاونون لإنتاج المزيد، وكل هذا من خلال لسانٍ أجنبي واحد يوحدهم. وبالنظر إلى الماضي، فقد تقدم العلم بالفعل بشكل سريع لا يمكن تصوره، حتى إنه خلق عالمًا جديدًا من خلال لغة واحدة تجمع العالم، وهذه اللغة هي الإنجليزية.
مؤلف كتاب هل يحتاج العلم إلى لغة عالمية؟ اللغة الإنجليزية ومستقبل البحث العلمي
سكوت ل. مونتغمري :عالم جيولوجي استشاري، وأستاذ في مدرسة جاكسون للدراسات الدولية في جامعة واشنطن، مترجم علمي وناشر مستمر في مجلة فوربس عن علم الجيولوجيا والتغير المناخي وتاريخ العلوم واللغة والاتصال.
من أهم كتبه:
القوى الكائنة: الطاقة العالمية للقرن الواحد والعشرين وما بعده.
العلم في الترجمة: حركة المعرفة عبر الثقافات والزمن.
معلومات عن المترجم:
فؤاد عبد المطلب
عميد سابق لكلية الآداب في جامعة جرش بالأردن، ويعمل حاليًّا أستاذًا بقسم اللغة الإنجليزية والترجمة، وعميدًا للبحث العلمي والدراسات العليا في الجامعة نفسها، حصل على دكتوراه في الفلسفة في الأدب الإنجليزي من جامعة إسكس ببريطانيا، وهو عضو حالي في اتحاد الكتاب العرب في دمشق، ورابطة الكتاب الأردنيين، وقد شارك في عدد من المؤتمرات العلمية المحلية والدولية، ونُشر له عديد من الأبحاث والمقالات والكتب المؤلفة والمترجمة، منها:
جيفرسون والقرآن: الإسلام والآباء المؤسسون، لدينيس أ. سبيلبرج.
الفكر العربي بعد العصر الليبرالي.. نحو تاريخ فكري للنهضة، لدجنس هانسن وماكس وايس.د