الإله، الكون
الإله، الكون
ينظر الهندوس إلى العلاقة بين الخالق والمخلوق بعقيدة وحدة الوجود، حيث يتحد الخالق بالمخلوق، بل وقد يحل الإله في كُل شيء، وهذا الأمر مخالف لأبسط بديهيات العقل والعلم والرصد والفيداكذلك!
فلهذه العقيدة عدد من الإشكالات، أولها: أنهم يُمارسون طقوسًا تُعرف بالموشكا، من أجل أن يتوّصل أحدهم إلى الاتحاد مع الإله، فكيف تصل إلى شيء وهو فيك؟! بجانب ذلك فالقول بوحدة الوجود يدعو إلى نسبيّة الحقيقة، فكل الديانات التي تعبد الأصنام أو الأحجار هي عندهم تعبد الإله، لأن الإله صنم أو حجر! ومن ثم تضيع كل قيمة أو معنى، فكل الأشياء تصير صوابًا وفقًا لكل هوى!
بجانب ذلك.. فعقيدة وحدة الوجود لا تستطيع الجواب عن سؤال: من أين جاء العالم؟ فمن المعروف أن العالم بكل ما فيه هو حادث، وأن للكون بداية، ولكي يخرج الهندوس من هذا المأزق فإنهم يعتقدون أن الكون أزلي، وكل هذه الادّعاءات هي على عكس الفيدا القديمة؛ تقول الريج فيدا “الله هو الذي خلق الليل والنهار، وهو مالك الدنيا وما فيها، وهو الذي خلق الشمس والقمر، والأرض والسماء” أما اليجر فيدا تقول: وهو الذي لم يُخلق شيء قبله، وهو خالقنا ومالكنا ويعلم كل شيء”..
والمُسلم يؤمن بأن الله عز وجل ليس كمثله شيء، يقول الله تعالى (ٱللَّهُ ٱلَّذِى خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِى سِتَّةِ أَيَّامٍۢ ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ ۖ مَا لَكُم مِّن دُونِهِۦ مِن وَلِىٍّۢ وَلَا شَفِيعٍ ۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ).
الفكرة من كتاب الهندوسيّة في ميزان تعاليمها الأصلية والعقل والفطرة السليمة: سؤال وجواب
كثيرًا ما نسمع عبارات مثل “الهندوس يعبدون البقر”، أو “الهندوس يعتقدون بعودة الروح مرّة أخرى في جسد آخر” وغيرها من الجُمل التي ترتبط بالهندوسيّة، فما مدى صحّة هذه العبارات؟ وإن كانت صحيحة فما تفسير ذلك؟ وكيف يُمكننا إقامة الحُجّة عليها؟ وهل هندوسيّة اليوم هي الهندوسيّة القديمة؟
يُشكّل أتباع الهندوسيّة نحو 15% من سُكّان العالم، ويتمركزون في دولة الهند، ويمكننا تقسيم الهندوسيّة إلى: هندوسيّة الفيدا، والهندوسيّة المُعاصرة، وسيُبيّن كتابنا الفرق بينهما، ويشرح ما وزن العقائد الهندوسية في الميزان العقلي، والعلمي، والشرعي الإسلامي.
مؤلف كتاب الهندوسيّة في ميزان تعاليمها الأصلية والعقل والفطرة السليمة: سؤال وجواب
هيثم طلعت: باحث وداعية مصري وُلد عام 1981م، حصل على البكالوريوس في الطب والجراحة في جامعة أسيوط، اشتهر بنقده للإلحاد، ونظرية التطوّر، وغيرها من القضايا المُعاصرة، له عدد من المؤلفات، منها: كهنة الإلحاد الجديد، الإلحاد الروحي وخطره على العقيدة والعقل، موسوعة الرد على الملحدين العرب.